سياسة

الاتفاق النووي.. عرض غامض لـ"تخصيب مشروط"

نشر
blinx
بعد 5 جولات من المناقشات بين واشنطن وطهران منذ أشهر دون أي خرق استراتيجي ووسط رفض إيران لمطلب أميركي بأن تلتزم بوقف التخصيب، ورفضها شحن مخزونها الحالي من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، طرحت الولايات المتحدة مؤخرًا اقتراحًا مرحليًا جديدًا يسمح للجمهورية الإسلامية بتخصيب اليورانيوم ضمن حدود منخفضة وتحت إشراف إقليمي.
وبينما يترقب الطرفان الجولة السادسة من المفاوضات، يبقى مستقبل الاتفاق مرهونا بتفاهمات دقيقة حول موقع التخصيب، وآلية رفع العقوبات، وضمانات التنفيذ.

رفض إيراني

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن المقترح الأميركي للاتفاق النووي يتعارض مع سلطة طهران الوطنية.
وأضاف في خطاب "المقترح الأميركي النووي يتناقض مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات ومبدأ ‭‭'‬‬نحن قادرون‭‭'‬‬".

ما هو المقترح؟

واقترحت إدارة ترامب مسارًا مرحليًا في محادثات الملف النووي الإيراني يتيح لطهران الاستمرار في تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، فيما يتم التفاوض على اتفاق أشمل يهدف إلى قطع الطريق أمام طموحات إيران النووية، مع السماح لها بالحصول على وقود لمحطات الطاقة النووية الجديدة.
الاقتراح الجديد يُشكّل جسرًا دبلوماسيًا يهدف إلى الخروج من المأزق الحالي، حيث تسرّع إيران إنتاج اليورانيوم شبه المُعدّ لصنع قنبلة نووية، نحو هدف الولايات المتحدة المتمثل في وقف التخصيب بشكل كامل على الأراضي الإيرانية. إلا أن مدى قبول طهران بهذا الطرح لا يزال غير واضح.

كونسورتيوم إقليمي على الأراضي الإيرانية

بحسب تقرير لموقع "أكسيوس"، فإن إيران أبدت استعدادًا لقبول فكرة الكونسورتيوم الإقليمي لتخصيب اليورانيوم، شريطة أن يكون مقره داخل أراضيها.
وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى للموقع: "إذا كان الكونسورتيوم يعمل داخل أراضي إيران، فقد يكون ذلك محل نظر. أما إذا كان خارج حدود البلاد، فهو بالتأكيد محكوم عليه بالفشل".
الفكرة، التي تُعدّ جوهر الاقتراح الذي قدمه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف لطهران، تحاول التوفيق بين موقف الرئيس دونالد ترامب القائل بعدم السماح لإيران بأي تخصيب، وتمسّك طهران بحقها في استمرار التخصيب داخل حدودها.
وبموجب المقترح، تُشرف مجموعة من الدول الإقليمية على إنتاج وقود نووي لأغراض مدنية، بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هذا النموذج من التعاون قد يسمح لكل طرف بالادعاء بتحقيق مطالبه الأساسية: الولايات المتحدة يمكنها القول إن إيران لا تخصّب منفردة، فيما تُصرّح إيران بأن التخصيب لا يزال قائمًا على أراضيها.

تفاصيل المقترح الأميركي

ينص المقترح على ما يلي:
  • تقييد قدرة إيران على تطوير أنشطة التخصيب بما لا يتجاوز الأغراض المدنية.
  • فور توقيع الاتفاق، تخفّض إيران مؤقتًا نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 3%، على أن تُحدد مدة هذه المرحلة بالتفاوض.
  • تُوقف إيران تشغيل منشآتها تحت الأض، مثل نطنز وفوردو لفترة مؤقتة.
  • يُسمح بالتخصيب في المنشآت فوق الأرض، ولكن بمستويات محدودة لاستخدامات الطاقة فقط.

الغموض والمخاطر

لا تزال تفاصيل كثيرة غير محسومة، من بينها أي العقوبات التي سترفعها واشنطن ضمن الاتفاق، إذ تشترط طهران رفع كامل العقوبات، بما يشمل تلك غير المرتبطة بالملف النووي، قبل تنفيذ أي التزامات.
كما تشترط طهران ضمانات بألا ينسحب أي رئيس أميركي مستقبلي من الاتفاق الجديد، كما فعل ترامب عم 2018 مع الاتفاق النووي في عهد أوباما.
في المقابل، أعرب مسؤولون أميركيون عن أن تخصيب اليورانيوم لن يُسمح به على المدى البعيد، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن المقترح "مفصل ومقبول، وعلى النظام الإيراني أن يدرك أن من مصلحته قبوله".

إسرائيل تترقب.. والمتشددون يعارضون

هذا المسار يُقابل برفض من قبل إسرائيل، التي تعتبر أي اتفاق يُبقي على قدرات إيران للتخصيب تُشكل تهديدًا وجوديًا، وترى أن الوقت مناسب لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
من جهتها، حذرت طهران من أنها سترد بقوة على أي هجوم، وستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتمنع دخول المفتشين الدوليين.
كما يواجه الاتفاق معارضة من متشددين في إيران يرون في المقترح "هزيمة"، لكن لا يبدو أن لهم تأثيرًا كبيرًا، في ظل موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي على استمرار المفاوضات.

الجولة السادسة... وتوقعات برد قريب

من المتوقع أن تُعقد الجولة السادسة من المحادثات بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نهاية هذا الأسبوع في إحدى دول الشرق الأوسط، حسب ما أفادت به مصادر لـ"أكسيوس".
وتنتظر واشنطن ردًا رسميًا من طهران خلال الأيام المقبلة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة