"قائد الضربة".. الجنرال الذي تحول إلى عقل ترامب العسكري
خلال أيام قليلة، تحوّل الجنرال دان كين (رازِن)، الرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة، إلى أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في دائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن لعب دوراً محورياً في التخطيط والإشراف على الضربة العسكرية الأخيرة التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني.
في بداية يونيو، وبينما كانت إدارة ترامب تدرس توجيه ضربة لإيران، كان كين من بين الأصوات التي حذّرت من تعريض القوات الأميركية للخطر، لكنه في الوقت نفسه قدّم خطة تفصيلية لضمان سلامة الطيارين وحماية القوات المنتشرة في الشرق الأوسط من أي رد إيراني محتمل.
وعندما جرت العملية في 21 يونيو وفقاً لتصوراته، ازدادت ثقة ترامب به بشكل لافت، خاصة بعد أن كان الرئيس قد اصطدم مراراً مع مستشاريه العسكريين السابقين، بحسب تقرير خاص
لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقال ترامب للصحفيين عقب العملية: "علي أن أقول إن الجنرال كين كان مذهلاً"، مستخدماً لقبه في سلاح الجو (رازِن). وفي اجتماعات غرفة العمليات، كان ترامب يوجّه معظم أسئلته إلى كين، الذي تولّى شرح مجريات الهجوم لحظة بلحظة عبر الخرائط والمعلومات الحية.
مصدر رفيع في الإدارة الأميركية قال إن "الرئيس يعتمد على كين للحصول على الحقائق المباشرة، بعكس بعض من سبقه من القادة العسكريين".
أما نائب الرئيس جي دي فانس، فامتدح أداء كين قائلاً: "بعد شهرين فقط من توليه المنصب، أشرف كين على سلسلة من الضربات الدقيقة التي لم تُسفر عن أي خسائر أميركية، أميركا اليوم أكثر أماناً بفضل العملية التي قادها".
لكن رغم هذا الصعود السريع، يواجه كين تحدياً دقيقاً: كيف يوازن بين دوره كمستشار عسكري محترف يفترض به البقاء على الحياد، وبين كونه اليوم من أقرب الشخصيات للرئيس، المعروف بتقديره للولاء الشخصي، تسأل الصحيفة.
الجنرال كين يخلف الجنرال المتقاعد مارك ميلي، الذي أصبح أحد أبرز خصوم ترامب في فترته السابقة، حتى أن ترامب ألمح في منشورات عبر وسائل التواصل إلى أنه كان يجب "إعدامه"، بينما أصدر الرئيس السابق جو بايدن عفواً عنه في آخر أيام ولايته.
وخلال مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس مع وزير الدفاع بيت هيغسيث، تجنّب كين التورط في أي جدل سياسي، فيما هاجم هيغسيث وسائل الإعلام لنشرها تسريبات استخباراتية شككت في حجم الضرر الذي لحق فعلاً بالبرنامج النووي الإيراني.
ومع تزايد الاعتماد على كين في البيت الأبيض، تبقى الأنظار مسلّطة على قدرته في الحفاظ على توازنه بين المهنية العسكرية والولاء السياسي، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في السياسة الأميركية والدولية.