ترامب ينقذ نتنياهو؟.. مساعدات عسكرية مقابل "إلغاء المحاكمة"

في خطوة غير مسبوقة، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً مباشرة على إسرائيل لوقف محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضايا فساد، ملوّحاً ضمنياً بإمكانية تعليق المساعدات العسكرية الأميركية في حال استمرار ما وصفه بـ"المطاردة السياسية"، وفق موقع أكسيوس.

كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن استمرار محاكمة نتنياهو قد يعطّل المفاوضات الحساسة مع كل من إيران وحماس، واصفاً المحاكمة بأنها "مهزلة سياسية".

وجاء هذا التصريح بعد رفض القضاء الإسرائيلي طلب نتنياهو تأجيل الجلسات أسبوعين بدعوى انشغاله بملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية.

وقال ترامب: "يتفاوض حالياً على صفقة مع حماس تشمل استعادة الرهائن"، متسائلاً: "كيف يُجبر على الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم بسبب لا شيء؟".

ثم حذّر ترامب قائلاً: "الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات سنوياً لحماية ودعم إسرائيل. لن نقبل بهذا الوضع". واعتُبر هذا التصريح محاولة واضحة لربط المساعدات العسكرية الأميركية بإلغاء محاكمة نتنياهو.

في المقابل، ردّ نتنياهو على منشور ترامب بشكر علني عبر منصة "إكس"، وكتب: "شكراً مجدداً، دونالد ترامب. معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً من جديد!".

ويأتي هذا التفاعل بعد أشهر من التوتر الصامت بين الزعيمين، إذ سبق لترامب أن عبّر عن امتعاضه من مواقف نتنياهو خلال خرق هدنة بين إسرائيل وإيران.

مصدر في البيت الأبيض كشف لموقع "أكسيوس" أن أول منشور لترامب كُتب خلال عودته من قمة الناتو في لاهاي، بعد أن قرأ مقالاً صحفياً حول إلزام نتنياهو بالحضور للمحكمة يوم الاثنين. وقال المصدر: "الرئيس اعتبر الأمر جنونياً وكتب المنشور من تلقاء نفسه دون تنسيق مع نتنياهو".

لكن في إسرائيل، فُسّرت هذه الخطوة على أنها جزء من "صفقة غير معلنة" بين ترامب ونتنياهو.

وقال زعيم المعارضة يائير لابيد: "ربما يفعلها ترامب كتعويض لبيبي مقابل إنهاء الحرب في غزة. يبدو تصرفاً نموذجياً له".

الجهة الوحيدة المخوّلة قانونياً بإلغاء المحاكمة هي المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف-ميارا، والتي من غير المرجّح أن تستجيب لأي ضغوط. لكن حلفاء نتنياهو يدفعون باتجاه إقالتها من خلال قرار حكومي، وهو ما قد يشعل أزمة دستورية حادة، خاصة إذا تدخّلت المحكمة العليا لإبطال القرار.