سياسة

هل يسابق ترامب الزمن لفرض غزة بلا حماس؟

نشر
Camil Bou Rouphael
عاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى واجهة ملف الوساطة بحرب غزة، من جديد، عبر ما وصفه بـ"المقترح النهائي" لوقف إطلاق النار في غزة.
هدنة مؤقتة تمتد 60 يومًا، يقترحها ترامب، و"توافق عليها إسرائيل"، وتنتظر من حماس القبول أو الرفض، وسط تحذيرات مباشرة من أن "الوضع لن يتحسّن، بل سيزداد سوءًا".
ترامب، الذي صرّح من فلوريدا بأنه سيكون "حازمًا جدًا" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في لقائهما المرتقب يوم الإثنين في البيت الأبيض، بدا وكأنه يضع حماس أمام لحظة حاسمة: إما صفقة الهدنة مقابل الرهائن، أو انزلاق نحو سيناريو أشدّ قسوة.
الجهود التي قادها مبعوث ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، منذ أشهر، أسفرت عن بلورة المقترح الجديد، الذي حمل بصمات تعديل بعد نسخة أولى رفضتها حماس.
وبحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة، فقد تمّ تسليم المقترح ذاته، الثلاثاء، لكلّ من حماس وإسرائيل، في اليوم نفسه الذي زار خلاله وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، واشنطن لإجراء محادثات.
ترامب أعلن أن الولايات المتحدة اقترحت وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، يشمل إطلاق سراح نصف الرهائن مقابل معتقلين ورفات فلسطينيين، في وقت قالت حماس إنها على استعداد للإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق ينهي الحرب، بينما تصرّ إسرائيل على تفكيك حماس ونزع سلاحها قبل إنهاء القتال.
من جهته، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، على ضرورة عدم تفويت فرصة تحرير الرهائن، مشيرًا في منشور على منصة إكس إلى أن "الغالبية العظمى من الشعب والحكومة تؤيد اتفاقًا يفضي إلى تحريرهم".
وفي ضوء هذا التوجه، يؤكّد مسؤولون في الإدارة الأميركية أن حماس لا تزال مطالبة بالموافقة على المقترح، بينما أشار مصدر في تقرير لأكسيوس إلى أن "هدفنا اليوم كان الحصول على موافقة الإسرائيليين، وقد حصلنا عليها".

اعرف أكثر

عرض ترامب "النهائي".. إما القبول أو التدهور

في منشور على منصة "تروث سوشال"، أعلن ترامب، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإنجاز وقف إطلاق نار في غزة لمدة 60 يومًا، مؤكدًا أن "ممثلينا عقدوا اجتماعًا طويلًا ومثمرًا مع الإسرائيليين"، وأن "القطريين والمصريين سيتولون تسليم هذا الاقتراح النهائي إلى حماس".
ووجّه ترامب تحذيرًا مباشرًا: "آمل أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنه لن يتحسّن، بل سيزداد سوءًا".
موقف ترامب تكرر أيضًا في تصريحات صحافية، حيث قال إنه يتطلع إلى التوصل لاتفاق خلال الأسبوع المقبل، وأضاف: "نأمل أن يحدث ذلك. نريد إخراج الرهائن".
وبينما اعتبر ترامب أن هذا العرض هو الأفضل والنهائي، أبدت حماس شكوكها حيال هذه المقترحات، خاصة بعد إنذارات سابقة من الرئيس الأميركي بشأن هدنات أطول تتيح إطلاق مزيد من الرهائن وإيصال مساعدات إنسانية.

حماس بين الهدنة المؤقتة والضمانات الدائمة

حسب ما أفادت به شبكة "سي إن إن"، فإن حماس لم توافق بعد على شروط الاتفاق الذي أعلن ترامب أن إسرائيل قبلت به.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة أن النسخة الجديدة من المقترح حاولت أخذ هواجس حماس بالاعتبار، خاصة بعد رفضها لصيغة سابقة كانت بدعم من إدارة ترامب.
لكن بحسب أكسيوس، فإن نقطة الخلاف الجوهرية لا تزال قائمة، إذ تطالب حماس بضمان أميركي واضح بأن تؤدي الهدنة إلى إنهاء دائم للحرب، وهو ما لم تُعلَن موافقة عليه حتى اللحظة.
أكد تقرير الموقع أن المقترح الجديد، رغم موافقة إسرائيل عليه، لم يُحسم في هذه المسألة الأساسية، التي تسببت سابقًا بتعثر المفاوضات.
وبينما تتمسك إسرائيل برفض إنهاء الحرب قبل نزع سلاح حماس وتفكيكها بالكامل، ترفض الحركة هذا الطرح، وتصرّ على أنّ أي اتفاق ينبغي أن يتضمن وقفًا شاملاً ونهائيًا للعمليات العسكرية، كما ورد في تقارير رويترز وسي إن إن.

خريطة طريق جديدة لغزة؟

الهدنة التي تستمرّ 60 يومًا لا تقتصر على وقف مؤقت للعمليات، بل تتضمن مسارًا متدرجًا يبدأ بالإفراج عن بعض الرهائن الإسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين ورفات، كما ورد في تقارير رويترز و"سي إن إن"، ويمتدّ ليشمل مفاوضات أوسع حول مستقبل قطاع غزة.
بحسب ما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين مطلعين، فإنّ الاتفاق المبدئي يتصوّر أن تستغل كل من إسرائيل وحماس هذه الفترة الزمنية للتفاوض حول إنهاء دائم للحرب، بالتوازي مع بحث خريطة طريق لإدارة غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.
وتنقل "سي إن إن" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن إدارة ترامب تسعى لأن يكون هذا الاتفاق بمثابة مرحلة أولى تتيح إحراز تقدم في ملف تبادل الأسرى، خاصة في ظل تقديرات أميركية وإسرائيلية تفيد بأن أقلّ من نصف الرهائن الباقين في غزة لا يزالون على قيد الحياة، وهو ما يرفع من وطأة الوقت والضغط على أطراف التفاوض.
وتفيد أكسيوس بأنّ الرؤية الإسرائيلية لهذا التفاوض تشمل شروطًا لا تقلّ عن إزالة حماس من الحكم، وتفكيك جناحها العسكري، ونفي قادتها الكبار.

نتنياهو وترامب.. مناورة دبلوماسية أم ضغط؟

أعلن ترامب أنه سيستضيف نتنياهو الإثنين المقبل، في اجتماع وصفته أسوشيتد برس بأنه جزء من جهود أميركية حثيثة لدفع الجانبين نحو اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي تصريح أدلى به من فلوريدا، أكد ترامب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يريد ذلك" في إشارة إلى إنهاء الحرب، وأضاف: "أعتقد أننا سيكون لدينا اتفاق الأسبوع المقبل"، كما ورد في تقارير أسوشيتد برس و"سي إن إن".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة