لماذا تدعم روسيا "نووي كيم"؟
زيارة أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لكوريا الشمالية التقى خلالها الزعيم كيم جونغ أون، ليبدي خلالها تفهم موسكو لتطوير بيونغ يانغ لبرنامجها النووي، لتبدي الأخيرة دعمها غير المشروط لروسيا في حربها بأوكرانيا.
في جانب آخر، كشف موقع أكسيوس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين إيرانيين بدعمه لاتفاق نووي يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، وهو الخبر الذي نفته خارجية موسكو واصفة إياه بأنه "حملة سياسية قذرة".
رغم ذلك فإن ثمة ما يثير التساؤل عن العلاقة التي تتوطد يوما بعد يوم بين موسكو وبيونغ يانغ في وقت تسير فيه العلاقات مع طهران عكس الاتجاه المعتاد.
سيارتان و"طقم شاي" هدية لكيم
في يونيو ٢٠٢٤، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيارة فاخرة روسية كهدية لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بمناسبة القمة التي جمعتهما في بيونغ يانغ.
لكن هذه السيارة التي كانت من طراز "أوروس" لم تكن الأولى إذ أهدى الرئيس الروسي كيم سيارة ليموزين من نفس الطراز، علاوة على طقم شاي، بحسب ما أفادت به وكالة
يونهاب الكورية الجنوبية.
وخلال لقائهما استقل كيم وبوتين السيارة الأولى معاً من مطار سونان إلى دار الضيافة "كومسوسان" بعد وصول بوتين إلى العاصمة الكورية الشمالية.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية وأجنبية حينها بوتين وكيم وهما يتناوبان على قيادة سيارة أوروس الجديدة في محيط دار الضيافة بعد انتهاء محادثات القمة.
إيران وكوريا الشمالية يشاركان في أوكرانيا
مع قيام الحرب في أوكرانيا، استخدمت روسيا طائرات إيران المسيرة من طراز شاهد، إذ وقعت اتفاقا في نوفمبر 2022 لشراء وإنتاج المسيرة على الأراضي الروسية، ودفعت موسكو في المقابل 1.75 مليار دولار للحصول على تكنولوجيا شاهد، والمعدات، والشيفرة المصدرية، و6000 طائرة مسيّرة بحسب
وول ستريت جورنال.
في ذلك الوقت، كانت موسكو قد استنزفت معظم مخزونها من الصواريخ بعيدة المدى خلال ذلك العام، ووفرت الطائرات الإيرانية الفعالة والرخيصة بديلاً مكّنها من مواصلة هجماتها الجوية.
وتختلف التقديرات حول تكلفة إنتاج طائرة "شاهد" واحدة، حيث يقدرها محللون عسكريون بما بين 35000 إلى 60000 دولار.
أما كوريا الشمالية فقدمت دعما عسكريا لروسيا تقدره سيول بـ12 مليون قذيفة عيار 152 ملم، علاوة على إرسال أكثر من ١٠ آلاف جندي قابلين للزيادة نشروا في كورسك الروسية.
في عام 2023، كانت طهران قد أعلنت في وقت سابق عن الانتهاء من اتفاقية لشراء 24 طائرة روسية من طراز سوخوي Su-35. ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من عامين على هذا الإعلان، لم تهبط أول طائرة من الطائرات الأربع والعشرين بعد في البلاد، بحسب موقع
أوراسيا تايمز.
وفي مرحلة ما من العام الماضي، دفعت التأخيرات في التسليم بعض المحللين إلى الافتراض بأن الصفقة ربما أُلغيت بفعل ضغوط من الغرب.
لكن اللواء علي شادماني، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، أكد أن بلاده اشترت الطائرات بالفعل وأن الاتفاق لا يزال قائمًا.
لكن من جانب آخر، تشير صحيفة
تشنغدو اليومية، مقرها هونغ كونغ، إلى أن إيران كانت تخطط لشراء 50 طائرة. ومع ذلك، فقد تسلمت حتى الآن 4 طائرات فقط.
ويرجع ذلك إلى أن القدرة الإنتاجية الروسية مشغولة في حرب أوكرانيا، مما يجعل الوفاء بالصفقة في المدى القريب أمراً صعباً. وبناءً عليه، اضطرت إيران إلى البحث عن بدائل أخرى.
صفر تخصيب وتفهم لنووي كوريا الشمالية
كشف موقع "
أكسيوس" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين إيرانيين بدعمه لاتفاق نووي يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، "صفر يورانيوم".
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر مطلعة أن هذا الموقف يمثل تحولًا لافتًا في السياسة الروسية، إذ رغم دعم موسكو العلني لحق إيران في التخصيب، فإن بوتين اتخذ موقفًا أكثر تشددًا خلف الأبواب المغلقة عقب الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل.
أشار التقرير إلى أن روسيا شجعت إيران على القبول بما يسمى "صفر تخصيب"، وأن بوتين عبّر عن هذا الموقف في اتصالات هاتفية مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما أبلغ الروس الحكومة الإسرائيلية بموقف بوتين، وفقًا لمسؤولين أوروبيين وإسرائيليين.
وأكد مسؤولون أن إسرائيل والولايات المتحدة تسببتا بأضرار كبيرة لمنشآت إيران النووية، لكنها لم تدمر كل مخزونها من اليورانيوم المخصب. ويسعى ترامب للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، ومن المتوقع أن يشمل أحد أبرز شروطه حظر التخصيب على الأراضي الإيرانية، وهو ما ترفضه إيران.
من جانبها، نفت الخارجية الروسية التقرير الذي أورده الموقع، واصفا إياه في بيان أنه جزء من "حملة سياسية قذرة ومُسيّسة"، بحسب ما أوردت وكالة
تاس للأنباء.
في المقابل، خلال زيارته لبيونغ يانغ، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تتفهم قرار كوريا الشمالية السعي لامتلاك أسلحة نووية.
وأضاف، بحسب ما نقلته وكالة تاس: "إن التقنيات التي تستخدمها كوريا الشمالية هي ثمرة عمل علمائها الخاصين. نحن نحترم تطلعات كوريا الشمالية ونتفهم الأسباب التي تدفعها إلى السعي نحو تطوير قدراتها النووية."