سياسة

هدنة سورية وطلب أميركي يصطدمان بغارات إسرائيل بدمشق

نشر
blinx
وجّه سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته، الأربعاء، إلى قلب العاصمة السورية، دمشق، مستهدفًا مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، في تحول إلى تدخل عسكري مباشر داخل العمق السيادي السوري، بحسب ما أوردت "يديعوت أحرونوت" و"تلفزيون سوريا".
يأتي هذا التطور بعد أيام دامية في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، التي شهدت مواجهات عنيفة بين القوات السورية ومجموعات درزية، وسط اتهامات بارتكاب مجازر بحق المدنيين، كما أوردت تقارير "i24" و"القناة 13 الإسرائيلية".
الرد الإسرائيلي، الذي قُدّر بأكثر من 160 غارة جوية، ترافق مع تحركات درزية على الحدود الشمالية، حيث عبر المئات من أبناء الطائفة من إسرائيل إلى سوريا، وفق ما نقلت "القناة 12".
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي كبير قوله إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طلبت من إسرائيل مرة أخرى، الأربعاء، وقف الهجمات على سوريا والدخول في حوار مع الحكومة في دمشق.
وأفادت سانا بالتوصل لوقف إطلاق نار جديد في السويداء، حسب مصدر في وزارة الداخلية.
الخطاب الرسمي في إسرائيل لم يخفِ نيته بالتصعيد، إذ تعهد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بـ"رفع سقف الردود"، مهددًا الإدارة السورية بـ"ضربات موجعة"، بينما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "الوضع في السويداء خطير جدًا"، داعيًا الدروز إلى العودة وعدم عرقلة عمليات الجيش، بحسب ما نُقل في "جيروزاليم بوست".
في المقابل، حذرت دمشق من المساس بأمنها، ووعدت بمحاسبة المتورطين، وسط إدانات دولية ودعوات أممية لوقف التصعيد، كما أوردت "سانا" و"الإخبارية السورية".
وبين حدّتي القصف والانقسام السياسي والاجتماعي، ماذا يحصل على الجبهة السورية الإسرائيلية؟

اعرف أكثر

اتفاق لوقف إطلاق النار واختلاف شيوخ السويداء

أعلنت وزارة الداخلية السورية الاربعاء التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء بعد يوم واحد من إعلان مشابه، فيما سجلت اشتباكات متقطعة غداة دخول القوات الحكومية المدينة ذات الغالبية الدرزية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية "التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء ونشر حواجز أمنية في المدينة واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية".
من جانبه، أعلن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع التوصل لاتفاق مع الحكومة السورية لوقف إطلاق النار يتضمن الآتي:
  • اتفاق على إيقاف تام لجميع العمليات العسكرية في السويداء من جميع الأطراف.
  • إخراج كل العناصر التي تصنفها الدولة السورية خارجة عن القانون.
  • الدولة ستتولى تأمين طريق دمشق – السويداء.
  • تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث في السويداء.
  • إعادة تفعيل كافة مؤسسات الدولة في السويداء.
  • اتفاق على الاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة السورية.

الهجري يرفض الاتفاق

في جانب آخر، رفض زعيم طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري اتفاق وقف النار، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع الحكومة السورية.
وحذر الهجري في منشور على صفحة الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز التي تنقل بشكل دوري بياناته "من أن أي شخص أو جهة تخرج عن هذا الموقف الموحّد، وتقوم بالتواصل أو الاتفاق من طرف واحد، ستُعرض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية".
وارتفع عدد القتلى في السويداء إلى 300 قتيل، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.
وشن الجيش الإسرائيلي ضربات على القوات السورية في السويداء، فيما شنت غارات على مقر هيئة الأركان ومحيط الرئاسة السورية في العاصمة السورية دمشق.

من اشتباكات محلية إلى تصعيد أكبر

بحسب "تلفزيون سوريا"، اندلع التوتر في محافظة السويداء، الأحد، إثر دخول القوات السورية والأمن الداخلي إلى المدينة، بهدف "بسط السيطرة" وفضّ اشتباكات عنيفة بين فصائل درزية ومجموعات من عشائر البدو.
في البداية، رحّبت الرئاسة الروحية للدروز بهذا التحرك، داعية إلى وقف إطلاق النار، لكن التوتر تصاعد بعد أن اتهم الشيخ حكمت الهجري السلطات بإجبار القيادة الروحية على إصدار بيان الترحيب، داعيًا إلى مقاومة الوجود العسكري.
وقد تحولت المواجهات إلى "حرب شوارع" كما نقلت "القناة 13"، فيما أظهرت مقاطع مصورة انتهاكات بحق المدنيين، وارتفعت حصيلة القتلى إلى 248.
وبحسب "جيروزاليم بوست"، تراجعت سيطرة الفصائل الدرزية في السويداء من 70% إلى 30% خلال يوم واحد، في حين فرضت القوات السورية سيطرتها على 70% من المدينة.

ضربات في قلب دمشق

بحسب "يديعوت أحرونوت" و"القناة 12 الإسرائيلية"، أعلنت إسرائيل أنها نفذت أكثر من 160 غارة جوية منذ مساء الثلاثاء، استهدفت مواقع للإدارة السورية في السويداء ودمشق، بينها مقر هيئة الأركان قرب ساحة الأمويين، وأجزاء من وزارة الدفاع، ومحيط القصر الرئاسي.
الانفجار ظهر مباشرة على قناة "سوريا تي في"، فيما نشر وزير الدفاع يسرائيل كاتس تسجيلًا للغارة على حسابه في "إكس"، معلنًا بدء "الضربات المؤلمة".
وأفاد "تلفزيون سوريا" بأن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال إن الغارات هي رسالة مباشرة للرئيس السوري، أحمد الشرع، بشأن السويداء.
وبحسب تقرير "القناة 12"، شملت الغارات دبابات، ومنصات صواريخ، وشاحنات عسكرية، وقوافل. وتم استدعاء الفرقة 98، والفرقة 35، ولواء ألكسندروي، إلى الجبهة الشمالية، وسط استعدادات لأيام عدة من القتال.
"جيروزاليم بوست" نقلت أن الجيش الإسرائيلي لا يعتزم إرسال قوات برية، لكنه أوضح أن القصف رسالة على "الثمن" الذي سيدفعه النظام السوري مقابل سلوكه، وإن لم يمنعه ذلك من مواصلة عملياته داخل السويداء.
وفي تطورات ميدانية، نقلت "سانا" أن الغارات الإسرائيلية على دمشق أدت إلى إصابة 13 مدنيًا، بحسب بيانات رسمية من وزارة الصحة السورية.

من العبور إلى الدعوة للتدخل

وفق ما ورد في "i24" و"القناة 13 الإسرائيلية"، شهد المجتمع الدرزي في إسرائيل حالة غضب عارم، رافقها إعلان إضراب عام وأيام غضب من قِبل الشيخ موفق طريف.
عبر المئات من مجدل شمس الحدود إلى سوريا، فيما دعا طريف إلى "التدخل العاجل لحماية إخوتهم في جبل الدروز".
في المقابل، حذر رئيس بلدية دالية الكرمل، رفيق حلبي، في تصريحات لـ"القناة 12"، من عبور الحدود، داعيًا إلى ضبط النفس.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان نقله مراسل "القناة 12" أن محاولات العبور تُعد مخالفة جنائية وتعرّض الأمن للخطر، مشيرًا إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لإعادة العابرين، ومنع تسلل عشرات السوريين إلى داخل إسرائيل.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة