سياسة

بين الضغوط والتهدئة.. من يحكم السويداء اليوم؟

نشر
blinx
أعلن الرئيس السوري، أحمد الشرع، فجر الخميس، أنه كلّف فصائل محلية وشخصيات دينية درزية بمهمة حفظ الأمن في محافظة السويداء، جنوب البلاد، وذلك بعد أيام من الاشتباكات الدامية التي اندلعت نتيجة خلافات داخلية ترافقت مع ضربات إسرائيلية مكثفة وضغوط أميركية مباشرة لسحب القوات النظامية، حسب ما نقلته وكالة سانا.
وجاء الإعلان بعد ساعات من تأكيد وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المحافظة، تضمّن 14 بنداً أبرزها وقف شامل وفوري للعمليات العسكرية، وتشكيل لجنة مشتركة من ممثلين عن الدولة وشيوخ العقل الدروز لمتابعة التنفيذ، وفقا لفرانس برس.

الشرع يسلّم أمن السويداء للدروز بعد انسحاب الجيش وضغوط خارجية (رويترز)

وفي خطاب متلفز، قال الشرع: "قررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، موضحاً أن تدخل الجيش كان ضرورياً لوقف الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين مجموعات من أبناء المحافظة ومسلحين من مناطق مجاورة على خلفية نزاعات قديمة.
وأضاف أن القوات الحكومية "نجحت في أداء مهامها"، لكنه اتهم إسرائيل بـ"استهداف واسع للمنشآت المدنية والحكومية بهدف إفشال جهود التهدئة"، محذراً من أن استمرار التصعيد قد يدفع سوريا إلى "حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي".
كما توجّه الشرع برسالة خاصة إلى أبناء الطائفة الدرزية، قائلاً: "أنتم جزء أصيل من نسيج الوطن. حماية حقوقكم وحريتكم من أولويات الدولة، وسوريا لن تكون أبداً أرضاً للتقسيم أو الفتنة". وشدّد على رفض "أي مسعى خارجي لجرّ أبناء السويداء إلى صراعات لا تخدم إلا أعداء سوريا".

الشرع يسلّم أمن السويداء للدروز بعد انسحاب الجيش وضغوط خارجية (أ.ف.ب)

أسباب الانسحاب وتسليم الأمن للمحليين

وفي تفسيره لقرار سحب القوات الحكومية من السويداء وتسليم مهام الأمن للفصائل المحلية، أوضح الشرع أن الخطوة جاءت "تجنّباً لانزلاق البلاد إلى حرب شاملة" قد تزعزع الاستقرار الهش، مشيراً إلى أن الحكومة كانت أمام خيارين: "إما مواجهة مباشرة مع إسرائيل على حساب أمن أهلنا في السويداء، أو منح الوجهاء فرصة لاحتواء الموقف داخلياً".
وأضاف: "اخترنا المصلحة الوطنية العليا، وفضّلنا درء الفتنة على التصعيد العسكري الذي سيؤدي إلى فوضى ودمار جديدين".
وأشاد الشرع بـ"الدور الإيجابي للوساطة الأميركية والعربية والتركية"، مؤكداً أن تلك الجهود "ساهمت في تفادي مصير مجهول للمنطقة".

إعدامات ميدانية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى منذ اندلاع المواجهات في 13 يوليو بلغت 360 قتيلاً، من بينهم مدنيون، عناصر من القوات الحكومية، وأشخاص أُعدموا ميدانياً. ووفق التقرير، توزّعت الحصيلة على النحو التالي:
  • 107 من أبناء السويداء، بينهم 28 مدنياً (4 أطفال و4 نساء)
  • 207 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، بينهم 18 من أبناء العشائر البدوية
  • 15 عسكرياً قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية
  • 3 أشخاص (بينهم امرأة وشخصان مجهولا الهوية) قُتلوا إثر استهداف مبنى وزارة الدفاع
  • إعلامي واحد قُتل أثناء تغطية الاشتباكات
  • 27 شخصاً (بينهم 4 نساء ورجل مسن) أُعدموا ميدانياً على يد عناصر أمنية
كما أعلنت وزارة الصحة السورية العثور على عشرات الجثامين داخل المستشفى الوطني في السويداء، بعضها لمدنيين وآخر لعناصر أمنية.

رسائل ختامية.. وحدة سوريا فوق كل اعتبار

في ختام خطابه، شدّد الشرع على أن الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أبنائها هو الهدف الأسمى في هذه المرحلة، مؤكداً أن القانون هو الضامن الوحيد لحقوق جميع السوريين.
وأضاف: "سنعمل على محاسبة كلّ من ارتكب تجاوزات بحق أهلنا، فالدروز في حماية الدولة، ولا مجال للتهاون في تطبيق العدالة".

الشرع يسلّم أمن السويداء للدروز بعد انسحاب الجيش وضغوط خارجية (رويترز)

وأكد أن الحكومة السورية لن تسمح بجر البلاد نحو صراعات داخلية أو تدويل الأزمة، مضيفاً: "نحن شركاء في هذا الوطن، ولن نسمح لأي جهة كانت بتشويه صورة سوريا المتنوعة والموحّدة".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة