تقدم في مفاوضات غزة.. كيف تغير إسرائيل خرائطها؟
قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تسير في "اتجاه إيجابي"، مع تأكيدهم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "أبدى مرونة" في ما يتعلق بخرائط الانسحاب، بحسب ما نقلته "القناة 12 الإسرائيلية"، مساء الأربعاء.
وبحسب القناة، فقد أبلغت إسرائيل الوسطاء الدوليين استعدادها للتنازل عن مطلبها بالتواجد في "محور موراغ"، ضمن تبنيها للصيغة القطرية مع تعديلات طفيفة على خطوط وقف إطلاق النار السابقة. وتم في هذا السياق، إرسال خرائط إسرائيلية جديدة تعكس هذا التغيّر.
نقاشات تركّز على رفح بدل موراغ
كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر مطلع على سير المحادثات أن "التركيز لم يعد على محور موراغ، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح، وهناك يتمحور النقاش حاليًا".
واعتبر المصدر أن الخرائط الجديدة "تشكل تقدمًا كبيرًا" في فرص التوصل إلى اتفاق قريب.
ويتكوف يؤكد التقدم.. وترامب يشيد
في السياق نفسه، أعلن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "تمضي بشكل جيد"، وفق ما أوردته "أسوشيتد برس".
وجاء ذلك خلال تصريح متزامن للرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، حيث قال: "لدينا بعض الأخبار الجيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى التي نعمل عليها"، موجهًا الشكر لويتكوف على جهوده.
ووفق جيروزاليم بوست، فقد عقد اجتماع بين الوفد الإسرائيلي والوفدين المصري والقطري تم خلاله استعراض الخرائط الجديدة. وأكدت مصادر لجيروزاليم بوست أن الوسطاء "يشعرون بالتفاؤل"، رغم أن الفجوات ما تزال قائمة بشأن مفاتيح الإفراج عن الأسرى، أي نسبة عدد المعتقلين الفلسطينيين مقابل كل رهينة سيتم إطلاق سراحه، إضافة إلى قضية المساعدات الإنسانية.
صفقة جزئية والجدل مستمر حول وضع الحرب
وتنقل القناة 12 عن مصادر سياسية أن نتنياهو "مستعد للتنازل مجددًا في ملف خرائط الانسحاب"، وهو ما "قرّب مواقف إسرائيل وحماس" بحسب وصفهم، مع التزام تل أبيب بالعودة إلى خطوط "توفر أمنًا وردًا تكتيكيًا واستراتيجيًا على التهديدات من غزة".
ورغم التقارب الملموس في القضايا الإقليمية، فإن المصادر تحذر من أن الصفقة، إذا ما تمت، "لن تكون شاملة بل جزئية"، وأن "فجوة كبيرة ما زالت قائمة بشأن الوضع النهائي للحرب"، بحسب القناة 12.
من جهته، عبّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد الماضي، عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أنه "يتم الحديث الآن"، آملاً أن "يُحل الأمر في الأيام المقبلة"، وفق ما صرّح به للصحفيين.
لقاء نتنياهو- ترامب.. وترقّب لنتائج الأسبوع
وتدعم واشنطن اتفاقًا لمدة 60 يومًا يشمل وقف إطلاق النار، وانسحابًا مرحليًا للقوات الإسرائيلية، وإطلاق أسرى، تمهيدًا لمفاوضات أوسع لإنهاء النزاع، بحسب جيروزاليم بوست.
وذكرت الصحيفة نفسها أن نتنياهو وترامب عقدا اجتماعًا ثانويًا مساء الثلاثاء في البيت الأبيض، تركز على "جهود الإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة وتدمير القدرات العسكرية لحماس"، وفق ما كشفه لاحقًا رئيس الوزراء الإسرائيلي.