هل الصفقة تبتعد في غزة؟ خرائط بلا رد وميدان بلا تهدئة
لا تزال مفاوضات صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس تراوح مكانها، رغم تعدد المسارات ومرونة بعض المواقف، وسط غموض متزايد وتوترات ميدانية متصاعدة في دير البلح، وتضارب في التوقعات حول ما إذا كانت "الهدنة قريبة أم أن الانفجار بات وشيكًا".
الجمود مستمر: خرائط بلا رد وميدان مشتعل
أشارت القناة 12 إلى أن حركة حماس لم ترد بعد على المقترح المحدث الذي طرحه الوسطاء الأسبوع الماضي، رغم ما وُصف "بالمرونة الإسرائيلية المتزايدة، خاصة في خرائط إعادة الانتشار على محور موراغ"، وفق وصف القناة الإسرائيلية.
وأكدت القناة أن حماس لا تزال تصرّ على الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خطوط ما قبل انهيار التهدئة السابقة في مارس، وترفض مناقشة ملف الأسرى قبل حسم موضوع الانسحاب.
وفيما واصلت إسرائيل اتهام الحركة بالمماطلة وكسب الوقت، كشف مصدر مطلع للقناة أن إسرائيل قد تعيد وفدها التفاوضي من قطر إذا استمر موقف حماس، في إشارة إلى احتمال انهيار المفاوضات.
كما ذكرت القناة أن إسرائيل خفّضت من مطالبها العسكرية، فبدلاً من المطالبة بالسيطرة على 5 كلم شمال ممر فيلادلفيا، باتت تطلب شريطًا عرضه 1.5 كلم فقط، مع منطقة عازلة كيلومترية على بقية الحدود، وهي مطالب باتت قريبة من موقف حماس نفسه.
انقطاع الاتصال الداخلي داخل حماس يبطئ مسار التفاوض
نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصدر مطلع أن وفد حماس في الدوحة "غير قادر على التواصل" مع قيادة الحركة في غزة منذ نهاية الأسبوع الماضي، ما يعرقل التقدّم في المحادثات.
وأشار المصدر إلى أن استمرار العمليات العسكرية، لا سيما دخول الجيش الإسرائيلي إلى دير البلح لأول مرة منذ بداية الحرب، قد يفاقم صعوبة الاتصال.
وفي ظل تعثر مسار الدوحة، حذرت القناة 12 من أن إسرائيل تدرس سحب وفدها من المحادثات، في حين عبّر "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" عن "صدمته وقلقه" من العمليات في دير البلح، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية بتوضيح خلفيات القرار.
خبير إسرائيلي: حماس تربح من الابتزاز وتتراجع في محور فيلادلفيا فقط
في مقابلة مع معاريف، حذر إيال عوفر، الخبير في اقتصاد حماس، من أن صفقة جديدة مع الحركة ستؤدي إلى "انسحاب شبه كامل" من المناطق التي تمّت السيطرة عليها خلال عملية "مركبات جدعون"، خاصة في محور موراغ ومعظم أحياء رفح.
واعتبر عوفر أن حماس تحقق مكاسب من دون تقديم تنازلات، بل وتتمتع بنقطتين قوة:
- الأولى، قدرتها على تنفيذ هجمات متفرقة على الجيش الإسرائيلي، ما يمنحها صورة القوة العسكرية أمام جمهورها.
- والثانية، الضغط على المجتمع الدولي، مستفيدة من تموضعها داخل المناطق السكنية.
وأشار إلى أن حماس، رغم عدم توقيع أي اتفاق، تتلقى بالفعل وقودًا ومساعدات إنسانية، مما يجعل تمرير المساعدات يتم عبر "حماس، قطاع الطرق، وتجار السوق السوداء"، بحسب تعبيره.
هل باتت الصفقة أقرب أم أبعد؟
"رغم الاتهامات المتبادلة، يواصل الوسطاء التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، خاصة في ظل تراجع بعض المواقف الإسرائيلية واستعداد حماس"، وفق تايمز أوف إسرائيل، للتخلي عن شرط التهدئة الدائمة المسبقة.