حرب الأنفاق تنقلب على حماس.. أبعاد عملية بيت حانون
كشفت العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون، شمال قطاع غزة، حسب الإعلام الإسرائيلي، عن صورة ميدانية تمثلت في استسلام عناصر من كتيبة حماس المحلية، وانكشاف خلل كبير في شبكة القيادة والسيطرة داخل الأنفاق، رغم تمسّك حركة حماس بالعمل تحت الأرض.
ووفق ما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية، فإن انهيار الكتيبة بالكامل ولأول مرة منذ بدء الحرب، يشكل نقطة تحوّل ميدانية في العمليات البرية الإسرائيلية، ويطرح تساؤلات حول مدى صمود شبكة الأنفاق أمام ما وصفته بـ"استراتيجية التدمير الهادئ والممنهج" التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي.
استسلام نادر.. "حالة عزلة وتفكك"؟
قالت القناة 12 الإسرائيلية، في تقريرها إن "كتيبة حماس في بيت حانون انهارت بالكامل" بعد استسلام ٣ من المسلحين، عقب خروجهم من نفق وتخلي قادتهم عنهم.
وصرّح قائد وحدة "سيريت غفعاتي" للقناة، بأن العناصر الذين تم اعتقالهم "أمضوا أشهرًا داخل الأنفاق في عزلة تامة، من دون أوامر أو وسائل اتصال، بينما فرّ قادتهم".
ووصفت القناة الاستسلام بأنه "فرصة استخباراتية نادرة"، مشيرة إلى أن الأسرى الـ٣ كانوا جنودًا تابعين لقائد ميداني قُتل في وقت سابق.
وأضاف الضباط في حديثهم للقناة أن المسلحين اعترفوا بوجود مستودع أسلحة وذخائر وأطعمة داخل المخبأ، حيث ظلوا متحصنين فيه لأكثر من شهرين، وسط خوف من تنفيذ أي هجوم وانقطاع كامل عن الواقع.
وذكر أحدهم، بحسب المصدر ذاته، أن القادة "تخلّوا عنهم"، وأنهم بقوا يتنقلون ضمن مساحة ضيقة لا تتجاوز كيلومترًا واحدًا، بعد مقتل زميلهم الرابع.
ملاحقات دقيقة ومناطق مدمرة
أوضحت القناة 12 أن الضباط اختاروا إدخال وسائل استطلاع بدلًا من تنفيذ قصف مباشر، بعد رصد مشبوهين قرب منطقة عمليات الكتيبة 9، ما أدى إلى خروج المسلحين من تحت الأنقاض.
وقال قائد الكتيبة إن معظم منطقة بيت حانون مدمرة بالكامل، مما يجعل تعقّب الفتحات المتبقية أمرًا بالغ الصعوبة، مؤكدًا استمرار "مطاردات دقيقة ومنهجية" لما تبقى من المسلحين في المنطقة.
الجيش الإسرائيلي يعلن "هزيمة" الكتيبة
من جهتها، نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن "هزيمة" كتيبة حماس في بيت حانون بعد استسلام العناصر الثلاثة لقوات لواء غفعاتي.
ووفق بيان الجيش الذي نقلته الصحيفة، فإن العناصر خرجوا من نفق بعد مقتل رفيق لهم في اشتباك سابق، ثم قادوا الجنود إلى مستودع أسلحة قرب النفق.
وأشار الجيش، بحسب الصحيفة، إلى أن المستودع كان يضم "كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى مواد غذائية ومياه"، ما يشير إلى إعداد الموقع للإقامة الطويلة.
وأضاف أن مهندسي القتال باشروا برسم خريطة النفق تمهيدًا لتدميره.
استنزاف متواصل للكتيبة "وقائدها فار"
أوضحت الصحيفة أن هذه العملية هي الـ٥ في بيت حانون منذ اندلاع الحرب، وأن الكتيبة، التي كانت تضم أكثر من ألف عنصر قبل 7 أكتوبر 2023، "استُنزفت تدريجيًا".
وأفادت بأنّ "معظم عناصرها إما قُتلوا أو فرّوا"، بمن فيهم قائدها حسين فياض، فيما صرّح قائد لواء غفعاتي بأن "٤ أو ٥ فقط من المقاتلين بقوا في المنطقة".
تحذيرات إسرائيلية من تراجع المكانة الدبلوماسية
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن إعلان الجيش عن العملية جاء بعد تقرير حول مداولات داخلية تحذّر من تراجع مكانة إسرائيل في الخارج بسبب الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
ووفق القناة، فإن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، طالب الوزراء بوضع خطة واضحة لمواصلة العمليات، محذرًا من أن "الوضع الإنساني أضعف الموقف الدبلوماسي لإسرائيل".
انتقادات دولية وسقوط ضحايا في مواقع المساعدات
وأوردت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الانتقادات تتزايد بشأن إدارة إسرائيل لتوزيع المساعدات في القطاع، خاصة بعد تقارير عن سقوط ضحايا في مواقع توزيع الأغذية التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة، نقلًا عن مصادر طبية في غزة، أن 12 شخصًا على الأقل، من بينهم 8 كانوا يسعون للحصول على طعام، قُتلوا بنيران إسرائيلية.
ونقلت عن شاهد عيان قوله إن "المشهد تكرّر يوميًا" في تلك المواقع.