حماس تفخّخ الأسرى.. كاميرات قاتلة تربك خطة نتنياهو
تتسارع التصريحات والتحذيرات في إسرائيل مع اقتراب ساعة الحسم:
- هل تمضي الحكومة نحو احتلال كامل لقطاع غزة رغم التحذيرات العسكرية والتكلفة البشرية والسياسية؟
- أم ترضخ لضغوط الأسرى والرأي العام وتقبل بصفقة؟
في ظل تسريبات تؤكد اتخاذ القرار بالمضي نحو "احتلال كامل"، تتزايد حدة الانقسامات داخل إسرائيل، بين قيادة سياسية ترى في الحسم العسكري أملًا مفقودًا، ومؤسسة عسكرية تحذر من أخطار استراتيجية حقيقية، وعائلات جنود وأسرى ترى في الخيار العسكري "حكمًا بالإعدام".
تحذيرات من الداخل.. تكنولوجيا حماس قد تقتل الأسرى
حذّر ناجون من الأسر لدى حماس من أن الحركة تمتلك تقنيات تكنولوجية متقدمة، مثل كاميرات مزوّدة بحساسات وعبوات ناسفة، قد تُفعّل تلقائيًا عند اقتراب قوات الجيش الإسرائيلي من مواقع يُحتجز فيها الأسرى.
هذه التحذيرات، التي وصلت إلى الأجهزة الأمنية وعائلات المختطفين، فجّرت مخاوف جديدة، دفعت العائلات للتصريح: "احتلال غزة سيكون حكمًا بالإعدام للأسرى".
رئيس الأركان، أيال زامير، حذّر بدوره خلال اجتماع أمني من أن دخول مناطق جديدة في غزة قد "يعرّض حياة الأسرى للخطر بشكل كبير، ويؤدي إلى إنهاك الجيش"، مؤكدًا أن العملية ستستغرق شهورًا وستُثقل على الجيش والاحتياط.
الجيش منقسم.. وإسرائيل تمضي نحو الحسم
رغم التحذيرات، أصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الاجتماع الأمني على أن "النهج الحالي لم يحقق صفقة"، مضيفًا أن "حماس يجب أن تدرك أن لا حصانة لها".
وفي ختام اجتماع استمر ٣ ساعات، تقرر تقديم خطة الاحتلال الكامل إلى الكابينت. وأعلنت رئاسة الحكومة أن "الجيش مستعد لتنفيذ أي قرار يُتخذ".
لكن موقف رئيس الأركان ظلّ واضحًا: يفضل عمليات تطويق محددة تنطلق من نقاط استراتيجية، محذرًا من "فخّ دموي" طويل الأمد في حال تنفيذ الاحتلال الشامل.
صرخة جنود الاحتياط.. من سيحتل غزة؟
على خطٍ موازٍ، أثارت نيات الحكومة الإسرائيلية بشأن احتلال غزة غضب منظمات جنود الاحتياط، التي انتقدت ازدواجية السياسة الإسرائيلية: توسيع الحرب مع الإبقاء على إعفاء الحريديم من الخدمة.
قال أحد الضباط: "الجيش ينقصه 10 آلاف مقاتل، والمجندون الحاليون وصلوا إلى 400 يوم من الخدمة الاحتياطية، ولم يعد بإمكانهم الاستمرار".
أما حركة "أمّ يقظة"، التي تضم أمهات المقاتلين، فهاجمت نتنياهو مباشرة: "ابني أم ابنك سيحتل غزة؟ هذه حرب بلا أهداف، تدفع أبناءنا نحو الهلاك".
ونبّهت أصوات داخل الاحتياط إلى أن "أي احتلال يجب أن يُنفّذ بإستراتيجية شاملة، تبدأ بتقليص عدد سكان غزة، ثم فرض السيادة الإسرائيلية، ثم تدمير كتائب حماس. أما التسرّع فهو وصفة لفشل جديد".
واللا: الاحتلال ليس انتصارًا.. بل فخ مكلف
في تحليل مطوّل نشره موقع "واللا"، رُسمت صورة قاتمة للخيارين المطروحين أمام نتنياهو:
- الأول هو قبول صفقة شاملة تُنهي الحرب وتعيد الأسرى، رغم ما يحمله من شعور بالهزيمة السياسية.
- والثاني هو المضي في خطة الاحتلال الكامل، رغم ما تنطوي عليه من خسائر بشرية واقتصادية ودبلوماسية غير مضمونة النتائج.
التحليل أكّد أن إسرائيل وقعت منذ بداية الحرب في خطأين استراتيجيين: الاعتماد الحصري على الضغط العسكري، والاعتقاد بإمكانية السيطرة على أرض مأهولة بعدائية.
ورغم محاولات التبرير، ختم التحليل بالقول: "لا يكفي رفع القبضات وتكرار الشعارات. المطلوب شرح مهني مقنع، وهو ما لا يبدو أن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) قادر على تقديمه".