سياسة

موسكو تهيمن على "شاهد".. كيف تترك طهران على الهامش؟

نشر
blinx
كشفت لقطات بثّتها وسائل إعلام روسية من داخل مصنع "ألابوغا" في تتارستان عن توسّع غير مسبوق في إنتاج المسيّرات الهجومية من طراز "شاهد-١٣٦" الإيرانية التصميم، وسط مؤشرات على شرخ متصاعد بين موسكو وطهران، وفق ما نقلته "سي إن إن".
المدير التنفيذي للمصنع، تيمور شاغيفالييف، وصف الموقع بأنه "مرفق متكامل" تُصنع فيه معظم المكوّنات محلياً، فيما أكد محللون ومسؤولون استخباراتيون أن ٩٠٪ من مراحل الإنتاج باتت تجري في روسيا، ما همّش فعلياً دور إيران في المشروع.
هذه التطورات تزامنت مع شكاوى إيرانية من ضعف العائد وتأخر نقل التكنولوجيا، مقابل ابتكارات روسية جعلت المسيّرات أشد فتكاً وأرخص تكلفة.
فهل تتحوّل شراكة المسيّرات بين موسكو وطهران إلى ساحة صراع على النفوذ والتكنولوجيا؟

اعرف أكثر

ألابوغا.. من تعاون إيراني إلى سيطرة روسية شبه كاملة

بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير ٢٠٢٢، بدأت روسيا باستيراد "شاهد" من إيران، ثم وقّعتا "بحلول أوائل ٢٠٢٣" صفقة بقيمة ١.٧٥ مليار دولار لإنتاجها محلياً، بحسب سي إن إن.
يورد التقرير ذاته أن المدير التنفيذي لألابوغا وصف المنشأة بأنها "موقع إنتاج متكامل" تتحول فيه "قضبان الألمنيوم" إلى محركات وتُصنع "الميكروإلكترونيات" والهياكل من "ألياف الكربون والفيبرغلاس".
ويضيف محللون ومسؤولون استخباراتيون لـ"سي إن إن" أن "٩٠٪" من مراحل الإنتاج باتت تجري في ألابوغا أو مواقع روسية أخرى، مع صور أقمار صناعية تُظهر "توسّعاً مستمراً" ومساكن للعمّال تسمح "بمضاعفة الإنتاج".
وينقل التقرير أيضاً عن مصدرٍ استخباراتي غربي أن "الدمج الروسي الكامل" لمسيّرة "شاهد-١٣٦" همّش إيران وكشف "شرخاً" في العلاقات.

ابتكارات وتحديثات تجعل "شاهد" الروسية أشدّ فتكًا وأرخص تكلفة

بحسب سي إن إن، تقول الاستخبارات الأوكرانية إن روسيا "طوّرت" المسيّرة بوسائل اتصال أفضل، وبطاريات أطول عمراً، ورؤوسٍ حربية أكبر، ما جعلها "أشدّ فتكاً وأصعب إسقاطاً".
ويذكر المصدر نفسه أن الكلفة هبطت من "نحو ٢٠٠ ألف دولار" للوحدة في ٢٠٢٢ إلى "نحو ٧٠ ألف دولار" في ٢٠٢٥، وأن المصنع ينتج "أكثر من ٥ آلاف و٥٠٠ وحدة شهرياً".
كما ينقل التقرير أن إيران "دعمت في البداية" توطين "٩٠٪" من الإنتاج، لكنها "فوجئت بتحديثات موسكو"، مع شرحٍ بأن ذلك يعني "فقدان إيران تدريجياً السيطرة على المنتج النهائي" الذي يُصنع محلياً "بشكل شبه كامل".
وتورد بزنس إنسايدر أن الأوكرانيين يقولون إن روسيا أدخلت "تكتيكات جديدة" وعدّلت المسيّرات لتصبح "أكثر فتكاً"، بما في ذلك "رؤوس حربية حرارية- ضغطية".

منصات إطلاق متنقلة تزيد مرونة الهجمات على أوكرانيا

عرضت قناة "زفيزدا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية فيديو يسلّط الضوء على مصنع يلابوغا، مع لقطات تُظهر شاحنات "رام" أميركية التصميم تحمل مسيّرات جاهزة للإطلاق من الصندوق الخلفي، تنطلق على طريقٍ "يشبه مدرج الإقلاع" وسط "أكوام ترابية كبيرة" يُحتمل أنها لحماية الموقع، إضافةً إلى خمس شاحنات ثابتة مجهّزة بمسيّرات ومخازن مخصّصة لها، وفق بزنس إنسايدر.
وتصف المادة هذه الشاحنات بأنها توفّر "خياراً مرناً ومتنقلاً للإطلاق"، فيما لم يتضح الطراز الدقيق لجميع المركبات الظاهرة، ولم ترد "ستيلانتيس" المالكة لعلامة "رام" على طلب التعليق من بزنس إنسايدر.

هجمات قياسية وتوسّع إنتاجي رغم التوترات السياسية

تفيد فرانس برس بأن روسيا "رفعت" عدد المسيّرات التي تطلقها "إلى مستويات قياسية" خلال الأسابيع الأخيرة، وصعّدت هجماتها الجوية "متجاهلةً" دعوات ترامب لوقف الحرب.
وتشير الوكالة إلى أن المصنع الواقع قرب يلابوغا بات "هدفاً" لهجمات كييف، وإلى أن شاغيفالييف قال إن المنشأة تُنتج "تسعة أضعاف" المخطط له.
وبحسب سي إن إن، يضيف محللون أن التوسّع قد يسمح لروسيا "بتصدير نسخة مطوّرة ومجرّبة ميدانياً" وربما "حتى لطهران نفسها"، فيما ينقل التقرير نفسه أن "مصدرًا استخباراتياً غربياً" يتحدّث عن "استياء" إيراني بلغ ذروته خلال "حملة القصف الإسرائيلية التي استمرّت ١٢ يوماً ضدّ برنامج إيران النووي في يونيو"، وأن تصريحات الإدانة الروسية اعتُبرت "دعماً محدوداً".
كما يذكر التقرير شكاوى من جهات إيرانية، بينها "ساهارا ثاندر"، حول "عدم تلقي بعض المدفوعات" جزئياً بسبب العقوبات، مع تأكيد "سي إن إن" أنها "لم تتمكن من التحقق" من ذلك، وأنها لم تتلقَّ رداً من إدارة ألابوغا.
ويضيف التقرير ذاته حركة طائرة شحن روسية "إليوشن-٧٦" إلى طهران في ١١ يوليو وبقاءها "ثلاث ساعات" قبل العودة، مع إشارة إلى أن "وسائل إعلام إيرانية" قالت إنها تحمل "المكوّنات النهائية" لمنظومة S-400، من دون تأكيدٍ للمحتوى.

هل يمكن إنقاذ العلاقة؟

يستعرض تقرير "سي إن إن" أن طهران "انسحبت إلى حدّ كبير" بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل "لإعادة تنظيم صفوفها"، مع تأكيد على أضرارٍ طالت منشآتٍ نووية ومرافق أخرى.
ويقول ديفيد أولبرايت لـ"سي إن إن" إن توسّع ألابوغا "قد يتيح" لموسكو إرسال بعض "النسخ المطوّرة" لإيران "لإعادة بناء المخزون"، أو الحصول على التكنولوجيا لصنع "نسخ أفضل"، مع الإشارة إلى احتمال وصول "معدات عسكرية أخرى".
ويُنهي علي أكبر داريني حديثه لـ"سي إن إن" بالتشديد على أن "رغم التوتر، ستحصل إيران على ما تحتاجه لأمنها"، سواء كان "عتاداً عسكرياً، أو تعاوناً اقتصادياً، أو تكنولوجياً".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة