هل يعيد داعش الانتشار بذكاء اصطناعي قاتل؟
قال خبراء مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الأربعاء، إن متطرفي تنظيم "داعش" يستغلون حالة عدم الاستقرار في أفريقيا وسوريا، وما زالوا يشكلون تهديدا كبيرا في أفغانستان وآسيا الوسطى وأوروبا.
وأوضح الخبراء خلال جلسة لمجلس الأمن أن التنظيم بات يستخدم تقنيات متطورة، من بينها الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يمثل تحديا جديدا.
وقال رئيس مكتب مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، فلاديمير فورونكوف، إنّ نشاط التنظيم عاد للظهور في منطقة الساحل الأفريقي، في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، حيث برز كمنتج رئيسي للدعاية الإرهابية واستقطب مقاتلين أجانب، معظمهم من داخل المنطقة.
وفي الصومال، أشار فورونكوف إلى أنّ هجوما واسعا للتنظيم تمّ التصدي له من قبل قوات الأمن الصومالية، حيث قُتل نحو 200 مقاتل من داعش واعتُقل أكثر من 150 آخرين، لكنه أكّد أن التنظيم، رغم خسائره، لا يزال يستفيد من شبكات دعم إقليمية ويمثل تهديدا.
أما في حوض بحيرة تشاد وسط أفريقيا، فقالت ناتاليا جيرمان، المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، إن التنظيم يتلقى "دعما متزايدا بالموادّ والأفراد من الخارج لتنفيذ عملياته، بما في ذلك الأموال والطائرات المسيرة والخبرات في تصنيع العبوات الناسفة".
وأضافت: "قدرة التنظيم على التكيّف واستغلال حالة عدم الاستقرار ما تزال تفرض تحديات كبيرة، خاصة في أجزاء من أفريقيا"، مشيرة إلى أنّ القارة تتكبد أكثر من نصف ضحايا الهجمات الإرهابية في العالم.
وفي الشرق الأوسط، أوضح فورونكوف أن داعش لا يزال نشطا في العراق وسوريا، حيث يحاول استعادة عملياته في منطقة البادية شمال غرب البلاد، ويواصل مساعيه لزعزعة استقرار السلطات المحلية عبر استغلال الثغرات الأمنية، وتنفيذ عمليات سرية، وتأجيج التوترات الطائفية.
وفي أفغانستان، قال فورونكوف إن فرع التنظيم المعروف باسم "ولاية خراسان" ما زال يمثل "أحد أخطر التهديدات لآسيا الوسطى وما بعدها"، مشيرا إلى استهدافه المدنيين والأقليات والجنسيات الأجنبية.
وأضافت جيرمان أن "داعش-خراسان" يستخدم "أساليب دعائية وحملات عبر الإنترنت" في محاولة للتجنيد وجمع التمويل في آسيا الوسطى وأوروبا.
ودعت إلى إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة استخدام التنظيم للذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد والتمويل والدعاية، مضيفة: "رغم أن الذكاء الاصطناعي يُستغل لتوسيع تأثير التنظيم، فإنّه يحمل أيضا إمكانات مهمة لمساعدة الدول في تعزيز قدراتها على كشف ومنع وتعطيل الأنشطة الإرهابية".