سياسة

عرض سبتمبر.. رسائل صاروخية صينية حتى أميركا

نشر
blinx
تستعدّ الصين لعرض أحدث صواريخها المضادّة للسفن، وطائراتها المقاتلة من دون طيار، وصواريخها الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية في استعراض عسكري يهدف إلى إظهار قوتها العسكرية، وربما جذب مشترين محتملين.
وبحسب تقرير لبلومبيرغ، فقد أظهرت الأقمار الصناعية صورا لموقع انطلاق استعراض 3 سبتمبر المقبل، عشرات الأسلحة التي يُرجّح أن تجوب شوارع بكين.
وتُظهر الصور الملتقطة في 9 أغسطس من قمر صناعي تابع لشركة إيرباص، مركبات مدرعة، وأنظمة دفاع جوي، وقطع مدفعية، بما في ذلك قاذفات صواريخ، وصواريخ كروز، وفقًا لمحللين في شبكة الطاقة النووية المفتوحة في فيينا، والمتخصصين في الاستخبارات مفتوحة المصدر.
ويُعدّ العرض العسكري الذي سيُقام بمناسبة الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية حدثًا رئيسيًا في الأجندة السياسية للرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي سيكون في قلب معظم النشاط في ميدان تيانانمن.
كما أنّ العرض سيقام بعد أيّام من قمة من المتوقع أن يلتقي فيها شي بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وقادة عالميين آخرين يسعون إلى دعم بلدانهم وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أيضًا حضور قادة العديد من الدول التي تشتري أسلحة من الصين قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين المزمع عقدها من 31 أغسطس حتى أول سبتمبر.
وقد ارتفعت أسهم شركات الدفاع الصينية بعد أن استخدمت باكستان في مايو صواريخ J-10Cs وPL-15 الصينية لإسقاط ما قالت إنّها ٥ طائرات مقاتلة هندية.

تقنيات متطورة

وقال تيانران شو، كبير المحللين في مركز أبحاث الأمن، إنّ أسلحة الجيش الصيني الجديدة تتضمن تقنيات متطورة مثل أنظمة تفوق سرعة الصوت لزيادة "فرص هزيمة أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على متن السفن، ومن الواضح أنّها طُوّرت بهدف قمع البحرية الأميركية في غرب المحيط الهادئ"، بحسب قوله.

مقاتلات صينية تحلق خلال تمارين للاستعراض المقرر في 3 سبتمبر في بكين. رويترز

وأضاف أنّ التركيز على الضربات الدقيقة والقدرات الهجومية والدفاعية للطائرات من دون طيار يُظهر أنّ الهدف هو "الفوز في حرب عالية التقنية وعالية الكثافة"، مشيرا إلى أنّه "قليلة هي الدول التي طورت هذا العدد الكبير من الصواريخ المضادة للسفن التي تغطي جميع الفئات التي يمكن تخيلها".
وقال شو إن من بين الأسلحة الظاهرة في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 9 أغسطس طائرات من دون طيار هجومية واستطلاعية.
ويبدو أن هذه تتوافق مع الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تُظهر نقل مثل هذه الأسلحة عبر بكين، والتي لم تتمكن بلومبيرغ من التحقق منها. وتشمل هذه الطائرات من دون طيار "الأجنحة الموالية" المصممة للتعاون مع المقاتلات المأهولة.
وكشفت الصين عن نموذج أولي لطائرة من دون طيار خفية في عام 2021، وهي Feihong FH-97، ووُصفت بأنها أوّل طائرة من دون طيار جاهزة للقتال في الصين.
وكالة جينز المتخصصة في الدفاع أفادت بأنّ دولًا في جميع أنحاء العالم تعمل على تطوير أنظمة الجناح الموالية، والتي يمكنها مضاعفة الأسلحة وقدرات الاستشعار والحرب الإلكترونية.
وذكر التقرير أنّ البرنامج الرئيسي للجناح الموالي للولايات المتحدة هو الطائرات القتالية التعاونية التابعة للقوات الجوية، والتي تلقت 490 مليون دولار في ميزانية الدفاع لعام 2024.

صواريخ باليستية عابرة للقارات

رغم أنّ السلطات الصينية وضعت أغطية فوق الصواريخ في منطقة التجهيز، كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، إلا أنّه من المحتمل وجود العديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب من طراز DF-41، حسب ما قال شو.
ووفقًا لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يتتبع الصواريخ الباليستية، فإنّ الصاروخ الذي كشفته الصور، قابل للنقل على الطرق، مما يعني أنّه يمكن نقله وجاهز للإطلاق على شاحنة متخصصة، ويمكنه حمل رؤوس حربية متعددة ويبلغ مداه نحو 15 ألف كيلومتر (9320 ميلًا)، مما يجعله قادرًا على ضرب الولايات المتحدة.
وأضاف المركز أنّه تم الكشف عنه لأوّل مرّة في عرض عسكري عام 2019.
وقال شو إن الأغطية تغطي أيضًا صواريخ أخرى، والتي قد تشمل صاروخ كروز الأسرع من الصوت DF-100.
ولا يُعرف الكثير عن هذا السلاح، لكن معهد دراسات الفضاء الجوي الصيني التابع للقوات الجوية الأميركية قال إنّه يمكن افتراض أن مداه يصل إلى عدة آلاف من الكيلومترات.

تدريبات ليوم الاستعراض العسكري في بكين. فرانس برس

ويبدو أن العديد من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي للأسلحة التي يتم نقلها إلى مواقعها من أجل عرض سبتمبر، تُظهر صواريخ مضادة للسفن تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ولم يظهر في صور الأقمار الصناعية أي عرض واضح لهذه الأسلحة، ولم تتمكن بلومبرغ من التحقق من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

الصين من أبرز مُطوري الصواريخ الأسرع من الصوت

تُعدّ بكين من أبرز مُطوّري الصواريخ الأسرع من الصوت في العالم، المُصمّمة لتكون سريعةً ورشيقةً للغاية بالنسبة لأنظمة الدفاع التقليدية.
وتُشكّل هذه التقنية محورَ منافسةٍ مُتصاعدةٍ بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهةٍ أخرى. وقد زعمت أوكرانيا أن روسيا استخدمت هذه الأسلحة ضدها في عام 2024.
من جهته، أكّد وو زيك، نائب مدير مكتب المجموعة القيادية للاستعراض العسكري الصيني الذي سيقام في 3 سبتمبر، في مؤتمر صحفي عُقد الأسبوع الماضي، أن الصين تخطط لعرض أسلحة متطورة في العرض.

شعار الاستعراض العسكري الصيني الذي سيقام في 3 سبتمبر. فرانس برس

ووفقًا لمقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عُرضت تصاميم جديدة للدبابات ومركبات المشاة القتالية في شوارع بكين.
وقال محللون إن هذه المركبات، على ما يبدو، مزودة بأجهزة استشعار متطورة وأنظمة حماية نشطة، أنظمة مضادة للصواريخ مدمجة وقصيرة المدى، للدفاع ضدّ الطائرات المسيرة.

طائرات متطورة ستُحلّق خلال العرض العسكري

في هذا السياق أكّدت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية، الثلاثاء، إنّ العرض العسكري المرتقب سيشهد مشاركة القوى الجوية القتالية الرئيسية لعملياتها العسكرية المشتركة.
وقالت الجهة المنظمة للعرض العسكري إنّ مجموعة من الطائرات المطورة حديثا ستظهر لأوّل مرّة خلال العرض، مشيرة إلى أنّ الطرازات القتالية المتطورة، وهي قيد الخدمة الآن، تمثّل أحدث المعدات للحروب المتقدمة.
وستحلّق التشكيلات الجوية وفق نظام العمليات المشتركة، جامعة بين قدرات الإنذار المبكر والقيادة والإسقاط الاستراتيجي والقدرات المضادة للأسطح للقوات البرية والبحرية والجوية. وستحمل بعض الطائرات أسلحة حية.
وأشارت الجهة المنظمة إلى أنّ موضوع العرض العسكري يتمثل في تأكيد التزام الشعب الصيني بالسلام وعزم القوات المسلحة على حمايته.
وستحلّق طائرات القوات البرية والبحرية والجوية على ارتفاع منخفض فوق ميدان تيانانمن.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة