سياسة

سلاح المخيمات بعهدة الجيش.. ما دور اليونيفيل بوجه حزب الله؟

نشر
blinx
 & 
عند نقطتين من الخريطة اللبنانية يتحرّك مشهد واحد:
  • في ثكنة للجيش بمدينة صور، شُوهدت شاحنات محمّلة بأسلحة ثقيلة آتية من مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي تُسلَّم "بعهدة الجيش اللبناني.
  • وفي وادي الخريبة بمحيط بلدة الماري جنوباً، عرضت الكتيبة الفرنسية في "اليونيفيل" مخبأ مدفوناً تحت الأشجار عُثر فيه على مدفعية عيار 152 ملم و39 صندوق قذائف "جاهزة للاستخدام"، في أحد المواقع التي تُركت بعد الحرب، وفق ما قُدِّم لصحافيي "فرانس برس".
فهل يُمهّد هذا المسار المتوازي لاحتكار الدولة للسلاح ضمن المهل المحددة، أم تُربكُه الوقائع الميدانية والخروقات المستمرة؟

سلاح بعهدة الجيش اللبناني

تسلّم الجيش اللبناني، الخميس، دفعة جديدة من الأسلحة من مخيمات فلسطينية في جنوب لبنان، كما أعلنت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، في استكمال لعملية بدأها لبنان في 21 أغسطس.
ويأتي استكمال عملية تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية عقب تكليف الحكومة اللبنانية في الخامس من أغسطس، الجيش وضع خطة لنزع سلاح حزب الله الذي تكبّد خسائر كبيرة في حربه الأخيرة مع إسرائيل، على أن يتم تطبيقها قبل نهاية العام.
وأعلنت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في بيان وزّعه مكتب رئيس الوزراء اللبناني أنه جرى الخميس "تسليم دفعات من السلاح الثقيل العائد إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي، ووُضعت جميعها في عهدة الجيش اللبناني".
وأضافت أن العملية شملت "٨ شاحنات: ستّ من الرشيدية، واحدة من البص، وأخرى من البرج الشمالي".
وتابع البيان أنّ "المراحل الباقية" سوف تستكمل "في بقية المخيمات وفق الخطة المتفق عليها".
وتعدّ حركة فتح أبرز مكونات منظمة التحرير التي لا تضمّ حركة حماس أو الجهاد.

سلاح ساهم باندلاع الحرب الأهلية اللبنانية

وفي ثكنة تابعة للجيش اللبناني في مدينة صور، شاهد مصوّر فرانس برس سبع شاحنات على الأقلّ محمّلة بالأسلحة استعدادا لتسليمها.
من جانبه، أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) أن "الجهات الفلسطينية المختصة في لبنان سلمت الدفعة الثانية من سلاح منظمة التحرير الفلسطينية الموجود في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهي مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي للجيش اللبناني كعهدة".
وقال إن ذلك جاء بناء "على البيان الرئاسي الصادر عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والرئيس اللبناني، جوزيف عون" خلال زيارة أجراها عباس إلى لبنان في مايو.
وبدأت في 21 أغسطس عملية تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية إلى الجيش اللبناني الذي تسلّم أسلحة من مخيم برج البراجنة الواقع في جنوب بيروت، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي أقرها الطرفان.
شكّل سلاح الفصائل الفلسطينية عنصرا أساسيا في اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1975 – 1990).
وبناء على اتفاق ضمني، تتولى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الأمن داخل المخيمات التي يمتنع الجيش اللبناني عن دخولها.
ولا تتحكّم السلطة الفلسطينية بقرار كافة الفصائل الفلسطينية المسلّحة في مخيمات لبنان، وعلى رأسها حركة حماس.
وخلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي استمرت لأكثر من عام، شاركت فصائل فلسطينية بينها حماس بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وفق فرانس برس.
واستهدفت إسرائيل مرارا عناصر في تلك الفصائل بضربات شنتها على مناطق عدة في لبنان.

عناصر من اليونيفيل يواصلون الكشف عن مخازن حزب الله

بين الأحراج والأشجار الكثيفة في قعر وادٍ قريب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، اكتشف عناصر الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة مربض مدفعية ومخزن ذخيرة هو من بين العديد من المواقع التي تركها حزب الله خلفه بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل.
ويواصل الجنود عملهم بالتعاون مع الجيش اللبناني في تطبيق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب المدمّرة التي خرج منها حزب الله أكثر ضعفا وخسر فيها عددا من قادته وجزءا من ترسانته العسكرية.
وعرض الجنود المخبأ الذي اكتشفوه للتوّ في 27 أغسطس والواقع في وادي الخريبة في محيط قرية الماري التي تبعد بضع كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل، على صحافيي فرانس برس.

موقع مدفون تحت الأشجار الحرجية

من الموقع، يقول النقيب الفرنسي تانغي قائد الفرقة التي عثرت على المخبأ لفرانس برس "هذا الصباح قمنا بعملية استطلاع في هذا الوادي الذي حددناه كواد ذي أهمية كبيرة، لأنه تعرّض لضربات إسرائيلية خلال الحرب".
في موقع المخزن المخبأ الذي لا يمكن دخوله إلا سيرا على الأقدام عبر طريق جبلي وعر، تبعثرت الصناديق الخضراء المحمّلة بالقذائف على التراب، بينما وضعت أخرى داخل المخزن الذي بدت عليه آثار القصف.
ويستحيل رؤية الموقع الذي دفن تحت الأشجار الحرجية في قعر هذا الوادي الوعر والجبلي، من الخارج.
يضيف النقيب "داخل المخبأ وجدنا مدفعية عيارها 152 ملم، وهي روسية الصنع. كان المدفع موجها نحو الشرق والجنوب".
ويشرح النقيب أن "هذا النوع من المدفعية يبلغ مدى فعاليته نحو 15 كيلومترا، وإلى جانبه عثرنا على 39 صندوقا، يضمّ كل منها قذائف من عيار 152 ملم جاهزة للاستخدام.. لا يزال المدفع سليما".

318 مخبأ سلاح حتى 25 أغسطس

يقول النقيب تانغي "ما سنفعله الآن هو أننا سوف نؤمن المكان.. ثم نبلّغ الجيش اللبناني ليتدخّل ويقوم بسحب ما أمكن" من الأسلحة.
منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر وحتى 25 أغسطس، عثرت قوات اليونيفيل على 318 مخبأ سلاح في جنوب لبنان، بحسب المتحدّث باسم قوات اليونيفيل أندريا تينينتي.

أكثر من 500 موقع ومخزن

تقول السلطات اللبنانية إن الجيش اللبناني فكّك بين تاريخ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر، وحتى يونيو، أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
وفي 9 أغسطس، قتل ٦ جنود لبنانيين بانفجار خلال عملية كشف على مخزن أسلحة في جنوب لبنان قال مصدر عسكري إنه تابع لحزب الله.
نصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، على ابتعاد حزب الله عن الحدود، وحصر السلاح في لبنان بيد القوى الشرعية اللبنانية، وتفكيك مواقع عسكرية للحزب الذي أنشأ شبكة معقدة من الأنفاق والمخازن في جنوب لبنان.
وينصّ الاتفاق كذلك على تعزيز انتشار قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التي تضمّ نحو 10800 عنصر، في جنوب لبنان.

"بسط السيطرة"

وبينما يستعدّ الجيش اللبناني لتقديم خطة بشأن نزع سلاح الحزب تنفيذا لقرارات أصدرتها الحكومة في أغسطس، يؤكّد قائد قوة احتياط القائد العام لليونيفيل، أرنو دو كوانسي، أن دور القوّة لن يتغيّر بعد ذلك التاريخ.
ويشرح العقيد أن اليونيفيل ستواصل "دعم الجيش اللبناني عبر تزويده بكل الخبرات والإمكانات التي نملكها، من أجل مساعدته على بسط السيطرة وإعادة ترسيخ سلطة الدولة في جنوب لبنان".
ويؤكد النقيب أن الدور الأساسي للقوة الأممية سوف يبقى "تنفيذ القرار 1701 أي المراقبة والإبلاغ عن أي خرق" لوقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى العمل على "إزالة جميع الأسلحة وضمان عدم وصول أسلحة جديدة".
من خلفه، يظهر واحد من المواقع الخمسة التي أبقت عليها إسرائيل في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار، بين بلدتي كفركلا وبرج الملوك الحدوديتين.
يعمل عناصر اليونيفيل كذلك على تتبّع التحركات الجوية من طائرات حربية ومسيّرات إسرائيلية تخترق الأجواء اللبنانية بشكل يومي.
وتواصل إسرائيل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على ما تقول إنها مواقع لحزب الله وعناصر في الحزب، كما تسجّل مرارا في القرى الحدودية توغّلات محدودة للجيش الإسرائيلي، يفيد عنها الإعلام الرسمي بشكل أسبوعي تقريبا.
وسجّلت يونيفيل حتى 25 أغسطس "5095" خرقا جويا إسرائيليا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وفق تينينتي.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة