"تحالف الشرق" يطلق تصورا لنظام عالمي جديد.. ما أبرز ملامحه؟
في كلمته الافتتاحية التي ألقاها أمام أكثر من 20 من قادة العالم في قمة تيانجين، اليوم الإثنين، حث الرئيس الصيني شي جين بينغ أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون على الاستفادة من "سوقهم الضخمة"، بينما كشف النقاب عن طموحه لنظام أمني واقتصادي عالمي جديد يشكل تحديا للولايات المتحدة.
وقال شي في كلمته في قمة استمرت يومين في المدينة الساحلية شمال الصين، إن منظمة شنغهاي للتعاون وضعت نموذجا لنوع جديد من العلاقات الدولية. فماذا جاء في رؤية الرئيس الصيني؟
في ظل التقلبات الجيوسياسية ووضع رؤية بديلة للحوكمة العالمية للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قال شي أنه يتعين على المنظمة العمل على:
- الدعوة إلى تعددية الأقطاب المتساوية والمنظمة في العالم
- العولمة الاقتصادية الشاملة
- تعزيز بناء نظام حوكمة عالمي أكثر "عدلا وإنصافا" حسب وصف الرئيس الصيني
- قيام الصين بتقديم 280 مليون دولار من المساعدات للدول الأعضاء هذا العام
- منح مئات الملايين من القروض الأخرى لكونسورتيوم بنوك تابع لمنظمة شنغهاي للتعاون.
ودعا الرئيس الصيني أيضا شركاء المنظمة إلى:
- معارضة عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين التكتلات
- دعم أنظمة التجارة متعددة الأطراف، في إشارة واضحة إلى حرب الرسوم الجمركية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي أثرت بشكل غير متناسب على الاقتصادات النامية مثل الهند.
وحضر حفل الافتتاح كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وزعماء آخرون من آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا في استعراض كبير للتضامن بين دول الجنوب.
أكد شي خلال كلمته على أهمية السوق الضخم للدول الأعضاء في المنظمة قائلا "يجب أن نستفيد من السوق الضخمة... لتحسين مستوى تيسير التجارة والاستثمار"، وحث التكتل على تعزيز التعاون في مجالات تشمل:
- الطاقة والبنية التحتية
- العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وكان محللون قالوا إن الصين ستستخدم القمة الأكبر على الإطلاق هذا العام لإظهار رؤية بديلة للحوكمة العالمية للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في وقت يشهد عدم انتظام في صنع السياسات وانسحاب واشنطن من منظمات متعددة الأطراف والتقلبات الجيوسياسية.
ويوم الأحد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الصين تلعب دورا "أساسيا" في دعم التعددية العالمية.
بوتين يشيد بدور منظمة شنغهاي
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنظمة شانغهاي للتعاون "لزيادة تأثيرها في تسوية القضايا الدولية الراهنة"، وذلك خلال كلمته في قمة المنظمة المقامة في تيانجين، الإثنين.
كما قال بوتين إن موسكو تقدر "جهود ومقترحات الصين والهند وشركائنا الإستراتيجيين الآخرين الرامية إلى المساعدة في حل الأزمة الأوكرانية".
ووصف بوتين الاجتماع الأخير بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه خطوة في اتجاه السلام في أوكرانيا.
وأضاف بوتين قائلا "أود أن أشير إلى أن التفاهمات التي تم التوصل إليها في القمة الروسية-الأمييكية رفيعة المستوى الأخيرة في ألاسكا تسير في هذا الاتجاه أيضا، وآمل أن تمهد الطريق للسلام في أوكرانيا".
كما ذكر الرئيس الروسي أنه سيطلع القادة الآخرين على نتائج قمة ألاسكا خلال اجتماعات ثنائية يومي الإثنين والثلاثاء، وأنه تحدث بالفعل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأنها يوم الأحد.
قمة شنغهاي تستبق عرضا عسكريا في بكين
انطلقت القمة الأحد قبل أيام من عرض عسكري ضخم يقام في العاصمة بكين في 3 سبتمبر لمناسبة مرور 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروس، و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثّل قرابة نصف سكان العالم و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وهي تقدم على أنها قوّة موازنة لحلف شمال الأطلسي، وبعض دولها غنية بمصادر الطاقة.