هل تكشف الصين بـ"ثلاثيتها النووية" عن تحدٍّ مباشر لواشنطن؟

في استعراض ضخم بمناسبة الذكرى الـ٨٠ للانتصار على اليابان، كشفت الصين عن ترسانة عسكرية غير مسبوقة شملت ١٠ آلاف جندي وأكثر من ١٠٠ طائرة وعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة والدبابات.

خلال العرض، أكّد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في خطابه أنّ "النهضة الصينية لا يمكن وقفها، وأن قضية السلام والتنمية ستنتصر حتماً"، بحسب ما أوردت صحيفة لوفيغارو، في حضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكيم جونغ أون، وأنظار العالم موجّهة إلى بكين.

عرض "جيش التحرير الشعبي" للمرة الأولى "الثلاثية النووية" المكوّنة من قدرات برية وبحرية وجوية، وفق بيزنس إنسايدر.

ظهر في الاستعراض الصاروخ DF-5C بمدى 20 ألف كيلومتر، والصاروخ DF-61 المحمول على شاحنة بقدرات متعددة الرؤوس، إضافة إلى الصاروخ البحري JL-3 والصاروخ الجوي JL-1 القابل للإطلاق من قاذفة استراتيجية.

وصف الباحث أنجيت باندا هذه الصواريخ بأنها "إدخال رسمي للقوات الجوية الصينية في المجال النووي". أما بلومبرغ فأشارت إلى أن الرؤوس النووية الصينية قد تتضاعف إلى ألف بحلول 2030.

لفتت لوفيغارو إلى عرض ٤ صواريخ مضادة للسفن: YJ-15 وYJ-17 وYJ-19 وYJ-20، ٣ منها فرط صوتية قادرة على تهديد حاملات الطائرات الأميركية بمناورات بالغة الصعوبة للاعتراض.

كما ظهر صاروخ DF-26 المعروف بـ"قاتل غوام"، وصاروخ DF-17 بمدى 2000 كلم، إضافة إلى نظام الدفاع HQ-29 القادر على تدمير أقمار صناعية في المدار المنخفض.

بحسب سي بي إس نيوز، خطفت الأنظار الطائرات المسيّرة مثل GJ-1 القتالية الشبحية، والغواصة المسيّرة AJX-002 بطول 20 متراً، والطائرة HSU-100 المضادة للغواصات، وحتى "الكلاب الروبوتية" التي تبعت الجنود في العرض. كما ظهرت للمرة الأولى منظومة الليزر LY-1 المحمولة على عربات مدرعة، والتي أوضح خبراء لـبي بي سي أنّها قادرة على تعطيل الإلكترونيات أو إعماء الطيارين.

نقلت لوفيغارو عن الأميرال الفرنسي فاجور أن الصين "في طريقها للتحول من بحرية ساحلية إلى بحرية إسقاط قوة عالمية"، خاصة مع اقتراب دخول حاملة طائرات رابعة الخدمة، في مؤشر على الطموح الصيني لبسط نفوذه البحري.

يرى مارك جوليان من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في حديثه إلى لوفيغارو أنّ "كلّ هذه الأنظمة مصممة خصيصاً لمواجهة سيناريو غزو تايوان والتصدي للقوات الأميركية".

أما البنتاغون، فقد حذّر وفق بلومبرغ من "توسع نووي سريع" يعزز المخاوف الأميركية من صعود الصين كقوة نووية شاملة.