واشنطن مترددة وأوروبا قلقة.. من يحسم مصير الضمانات؟
في لحظة فارقة من الحرب الأوكرانية، يجتمع القادة الأوروبيون، الخميس، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في محاولة لصياغة ضمانات أمنية "رسمية" لكييف، وتعزيز الضغط على موسكو.
اللقاء الذي جرى حضورياً في باريس وعبر الفيديو مع نحو 35 زعيماً، بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جاء ليضع اللمسات الأخيرة على تعهدات غربية بدعم أوكرانيا، لكنّه في الوقت نفسه كشف حجم المعضلة: الأوروبيون يعتبرون الدور الأميركي أساسياً قبل أي التزام، فيما يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض أي تسوية سياسية والتلويح بالحل العسكري.
تبحث الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، الخميس، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الضمانات الأمنية التي ينبغي تقديمها لكييف وسبل تكثيف الضغط على روسيا لحملها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات السلام.
وبدأ اللقاء عبر الفيديو بين الرئيس الأميركي والقادة الأوروبيين الرئيسيين فضلا عن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بعيد الساعة 14:00 بتوقيت باريس (12:00 ت.غ) بحسب قصر الإليزيه.
قبل ذلك، كان قادة دول "تحالف الراغبين" الذي يضم نحو 30 دولة غالبيتها أوربية تدعم أوكرانيا عسكريا، أضفوا طابعا رسميا على الضمانات الأمنية التي يعتزمون توفيرها لأوكرانيا ما أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار.
"من الضروري زيادة الضغوط"
في مطلع القمة التي شارك فيها نحو 35 من قادة الدول حضوريا في باريس أو عبر الاتصال بالفيديو، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن اللقاء "سيسمح بوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية المتينة التي ستقدم لأوكرانيا".
وشدد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الذي يرأس مع ماكرون "تحالف الراغبين"، على أن "من الضروري زيادة الضغوط" على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فيما يستمر هذا الأخير "في تأخير مفاوضات السلام وشن هجمات مروعة على أوكرانيا"، حسب زعمه.
ماذا يريد الأوروبيون من ترامب؟
يأمل الأوروبيون أن يطلعوا من ترامب على الخطوات الملموسة التي يريد الأميركيون القيام بها لدعم جهودهم.
وهم يطالبون ترامب أيضا بفرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا التي لا تبدي أيّ "مؤشر" إلى أنّها تريد وقف القتال على ما رأى الرئيس الأوكراني، الأربعاء.
وكان الرئيس الأميركي الذي أعرب أخيرا عن خيبة أمل كبيرة ببوتين، قد ألمح، الأربعاء، إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تستجب لتطلعات السلام من دون أن يخوض في التفاصيل.
وقال ترامب "ليست لدي أي رسالة لبوتين، فهو يعرف موقفي، وسيتخذ قرارا بطريقة أو أخرى"، مضيفا "مهما كان قراره، فإما أن نكون سعداء به أو غير سعداء. وإذا كنا غير راضين عنه، فسترون أشياء تحدث".
ويعقد ماكرون وزيلينسكي الذي التقى على هامش اجتماع باريس مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف، مؤتمرا صحافيا، الخميس، أيضا.
ويضم "تحالف الراغبين" داعمي أوكرانيا على الصعيد العسكري وغالبيتهم أوروبيون، فضلا عن كندا وأستراليا واليابان.
وهذا التحالف مستعدّ للمساهمة في تعزيز الجيش الأوكراني لا بل أنّ بعض الدول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا مستعدّة لنشر قوات على الأرض ما أن يتمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار لردع روسيا عن القيام بهجوم جديد.
تحفظات.. وروسيا لن تقبل "أي تدخل أجنبي"
إلا ان بعض الحلفاء أبدوا ترددا بانتظار المساهمة الأميركية التي يعتبرها بعض الأوروبيين أساسية قبل أيّ التزام من جانبهم.
وتريد ألمانيا خصوصا المساهمة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتجهيزات سلاح البرّ، على ما قالت مصادر حكومية لوكالة فرانس برس.
وجددت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التأكيد، الخميس، أن روسيا لن تقبل "أي تدخل أجنبي أيا كان شكله" واصفة الحماية التي تطلبها كييف بأنها "ضمانات خطر للقارة الأوروبية".
وردّ الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الخميس، خلال زيارة لبراغ بأنّ القرار بشأن نشر قوات غربية في أوكرانيا لا يعود لروسيا.
ووعد ترامب خلال اجتماع مع ٦ قادة أوروبيين في 18 أغسطس في واشنطن بأنّ الولايات المتحدة ستوفر ضمانات أمنية، من دون أن يحدد ماهيتها.
وقد يتّخذ ذلك هذا أشكال عدّة، على مستوى العمل الاستخباراتي أو الدعم اللوجستي، بعدما استبعد الرئيس الأميركي فكرة إرسال جنود أميركيين إلى الأراضي الأوكرانية.
أمّا بوتين الذي سجّل عودة قويّة إلى الساحة الدولية مع حضور لافت جدّا، الأربعاء، إلى جانب الرئيس الصيني، شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في بكين بعد قمّة في ألاسكا مع الرئيس الأميركي في 15 أغسطس، فهو جدد تمسّكه بالحلّ العسكري في أوكرانيا في حال فشل مفاوضات السلام.
وهو قال من الصين إن موسكو ستحقّق أهدافها في أوكرانيا بالسبل العسكرية إذا ما أخفقت المفاوضات مع كييف، مؤكّدا أن قوّاته تواصل التقدم على الجبهة بكاملها.