رسمة "+18" مزعومة تعيد ترامب إلى دائرة إبستين.. هذه قصتها

نشر مشرّعون ديمقراطيون في واشنطن الإثنين، رسالة يُفترض أنّ دونالد ترامب أرسلها في العام 2003 إلى رجل الأعمال جيفري إبستين لمناسبة عيد ميلاده الخمسين، وذلك بعدما نفى الرئيس الأميركي وجودها في يوليو، في خضم الجدل بشأن علاقته بمتهم بالاتجار الجنسي.

والرسالة التي نشرها أعضاء ديمقراطيون في لجنة في مجلس النواب على منصات التواصل الاجتماعي تحمل توقيع ترامب وتتضمن رسما لامرأة عارية وتتحدث عن "سرّ" مشترك بين الملياردير ورجل الأعمال الراحل المتّهم بارتكاب جرائم جنسية وباستغلال قاصرات جنسيا.

ونفى البيت الأبيض مجددا أن يكون الرئيس الأميركي قد وقّع الرسالة.

جاء في منشور للمتحدثة باسمه كارولاين ليفيت على إكس "كما قلت دوما، من الواضح جدا أن الرئيس ترامب لم يرسم هذه الصورة، ولم يوقّعها"، منددة بـ"المعلومات الكاذبة التي تهدف إلى تأجيج المؤامرة الديمقراطية" بشأن العلاقة بين ترامب وإبستين.

وإبستين خبير مالي متموّل كانت لديه علاقات على أعلى مستوى حول العالم، لكن في العام 2019 عُثر عليه ميتا في زنزانته قبل محاكمته بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات كان يتم استدراجهن لتقديم جلسات تدليك جنسي.

وينفي ترامب الذي يعد من قدامى أصدقاء إبستين، أن يكون قد ارتكب أي مخالفة. ورفع دعوى قضائية ضدّ صحيفة "وول ستريت جورنال" وروبرت مردوك، مالك المجموعة الإعلامية، مطالبا بتعويضات لا تقل عن 10 مليارات دولار بعد نشر تقرير في يوليو يفيد بوجود الرسالة التي يؤكد أنه لم يبعثها.

وأشعلت قضية إبستين الجدل مجددا في الولايات المتحدة، بعدما أعلنت إدارة ترامب مطلع يوليو أنّها لم تكتشف أي دليل جديد يبرّر نشر وثائق إضافية تتعلّق فيها أو فتح تحقيق جديد بشأنها.

كذلك، أدت وفاة جيفري إبستين إلى تأجيج الكثير من نظريات المؤامرة التي تقول إنّه قتل لمنع الكشف عن معلومات محرجة تتعلق بمجموعة من الشخصيات البارزة.

ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كانت أول من كشف عن وجود الرسالة، فقد أرسلها ورثة جيفري إبستين إلى لجنة في الكونغرس طالبتهم بالحصول على عدد كبير من الوثائق المتعلّقة بالقضية.

ويحمل نص الرسالة تبادلا متخيلا بين دونالد ترامب وجيفري إبستين، حيث يقول الأول "لدينا بعض الأشياء المشتركة، جيفري".

وانتهت الرسالة بعبارة "عيد ميلاد سعيد، وليكن كل يوم سرا رائعا جديدا"، وجاء التوقيع أسفل خصر المرأة.

وأظهرت وثيقة أخرى كان الديمقراطيون نشروها على منصة إكس، صورة لجيفري إبستين مع أشخاص يحملون شيكا ضخما بقيمة 22500 دولار عليه اسم دونالد ترامب. وأشار النص المرفق إلى "بيع" امرأة "منخفضة القيمة تماما إلى دونالد ترامب".

وكان ترامب تعهّد طوال أشهر الكشف عن تطوّرات مدوّية في قضية إبستين، غير أنّ هذه المسألة باتت موضع سخط لدى الأميركيين بعدما أعلنت وزارة العدل أنها لم تتوصّل إلى أيّ عنصر جديد من شأنه تبرير نشر مستندات إضافية.

ويكثّف الرئيس الأميركي المبادرات لإخماد الجدل المشتعل بشأن قضيّة إبستين والذي عمّ حتى قاعدته الانتخابية.

وحض المشرّعون الديمقراطيون الذين نشروا الرسالة الإثنين، الرئيس الجمهوري على تسليط الضوء على المسألة.

وقالوا في نص مرفق بصورة للرسالة عبر إكس "ترامب تحدث عن السر الرائع. ما الذي يخفيه؟ أنشر الوثائق".

ومثل البيت الأبيض، شكّك المذيع المحافظ تشارلي كيرك، في صحة الرسالة وقال على إكس "هل يبدو هذا توقيع الرئيس الحقيقي؟ لا أظن ذلك إطلاقا"، معتبرا أنّه "مزوّر".

وفي واشنطن ازدادت أصوات المشرعين الجمهوريين المطالبة بنشر الملفات المتعلقة بإبستين، والتي وصفها مرارًا وتكرارًا بأنها "خدعة"، حتى بعد اجتماع مجموعة من ضحايا إبستين مع مشرعين من الحزبين في مبنى الكابيتول يوم الأربعاء الماضي، مطالبين إدارة ترامب بالعدالة والشفافية.

وقد كشف رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون، أن ترامب كان "مخبرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي" في قضية إبستين، لكنه تراجع عن هذه التصريحات يوم أمس الإثنين.

وانتقد النائب الجمهوري من ولاية لويزيانا، داني ماكورميك، في بيان "القيادة المتعثرة" لجونسون فيما يتعلق بملحمة إبستين، واصفا إدارته للقضية بأنها "ضعيفة" وإهانة للحزب الجمهوري، وفق ما نقلته صحيفة "نيوزويك" الأميركية.

وكتب ماكورميك: "أشعر بقلق متزايد إزاء ضعف قيادة رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الأمر الذي يهدد بتفتيت الحزب الجمهوري وتعريض أغلبيتنا في مجلس النواب للخطر في انتخابات التجديد النصفي لعام ٢٠٢٦".

وأضاف: "إن رفضه (جونسون) دعم التماس النائب توماس ماسي بتسريحه من منصبه للكشف عن ملفات جيفري إبستين، وقراره تأجيل جلسات الكونغرس مبكرًا لتجنب التصويت على هذه القضية الحاسمة، يُشيران إلى نقص مُقلق في الشجاعة"، وفق "نيوزويك".