سياسة

"قلب الحرب الأفغانية".. هل تعود باغرام ساحة لصراع أميركي-صيني؟

نشر
blinx
 &  & 
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنّه يريد "استعادة" قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، التي كانت القلب النابض للوجود العسكري الأميركي خلال حرب استمرّت عقدين.
أحيت تصريحات ترامب، التي ربطها بمواجهة الصين وإعادة النفوذ الأميركي في المنطقة، ملفاً معقداً ارتبط بانسحاب واشنطن الفوضوي عام 2021، وتطرح تساؤلات حول جدوى وأبعاد هذا التوجه في ظلّ رفض طالبان.
وفق وكالة رويترز، قال ترامب للصحفيين أثناء زيارته لندن: "نريد استعادة تلك القاعدة، هي على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية".
وأشار إلى موقعها الاستراتيجي الذي يمنح واشنطن أفضلية في مراقبة الصين.
من جانبها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن ترامب وصف دعوته لاستعادة باغرام بأنها "خبر عاجل"، مؤكداً أنّ بلاده بحاجة إلى موطئ قدم جديد قرب خصمها الأكبر، الصين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، شدد على أنّ القاعدة تمثل أهمية تتجاوز أفغانستان نفسها.
أما شبكة سي إن إن، فأكدت أنّ ترامب يضغط منذ أشهر على مسؤوليه الأمنيين لإيجاد وسيلة لاستعادة القاعدة من طالبان، مشيرة إلى أنّ النقاشات الداخلية تعود إلى مارس الماضي.
وتلخص الشبكة، وفقا لمصادرها، مساعي ترامب في:
  • مراقبة الصين
  • الوصول إلى المعادن النادرة في أفغانستان
  • إنشاء عقدة لمكافحة الإرهاب تستهدف تنظيم داعش، وحتى إعادة فتح بعثة دبلوماسية أميركية في البلاد.

التحديات العسكرية واللوجستية

أكّد مسؤولون أميركيون لرويترز أنّ إعادة السيطرة على القاعدة قد تبدو بمثابة "غزو جديد" للبلاد، إذ ستتطلب نشر أكثر من 10 آلاف جندي إضافة إلى منظومات دفاع جوي متطورة.
وأضاف المسؤول أنّ حتى بعد السيطرة عليها، ستظلّ القاعدة عرضة لهجمات صاروخية من محيطها الواسع، مشيراً إلى أنّ "المخاطر تفوق المزايا العسكرية".

موقف طالبان والمخاطر الإقليمية

نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن زاكر جلالي، مسؤول بوزارة خارجية طالبان، رفضه القاطع لفكرة عودة القوات الأميركية إلى باغرام.
ويشير الخبراء إلى أنّ حتى لو وافقت طالبان، فسيكون على الولايات المتحدة الدفاع عن القاعدة في مواجهة تهديدات معقدة، من بينها داعش والقاعدة داخل أفغانستان. كما يبرز تهديد آخر من إيران.

الأبعاد التاريخية والسياسية

بحسب سي إن إن، كانت باغرام مركز الثقل العسكري الأميركي طوال عقدين، حيث انطلقت منها الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن والعمليات الكبرى ضدّ طالبان.
زار الرؤساء جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب القاعدة خلال فترات ولايتهم، واستخدمت أيضاً كمجمع سجون ومركز لوجستي ضخم. وعند انسحاب القوات الأميركية في يوليو 2021، تم نقل نحو 900 شحنة من المعدات وتدمير 16 ألف قطعة عسكرية، وفق القيادة المركزية الأميركية.
في فبراير الماضي، انتقد ترامب قرار خلفه، جو بايدن، بالتخلي عن القاعدة، وقال إنها كانت ستظل تحت سيطرة قوة أميركية صغيرة لو كان الانسحاب قد تم في عهده.
أشارت مراجعة لوزارة الخارجية الأميركية عام 2023 إلى أن إخلاء باغرام ساهم في الفوضى التي رافقت انسحاب واشنطن من كابول، حيث لم يبقَ سوى مطار حامد كرزاي الدولي كمخرج وحيد لعمليات الإجلاء.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة