سياسة

بين رهائن الأنفاق وأبراج غزة.. مخاوف التطهير العرقي تكبر

نشر
blinx
حملة الهدم الإسرائيلية في غزة بلغت مستوى غير مسبوق منذ بدء الحرب. في الخامس من سبتمبر قصفت الطائرات الإسرائيلية برج مشتهى المؤلف من 16 طابقاً، وكان يسكنه موظفون وطلاب مثل شادي سلامة الريس الذي ظلّ يسدد قرضاً عقارياً قدره 93 ألف دولار قبل أن يرى شقته تتحول إلى أنقاض خلال ثوانٍ.
يقول الريس لرويترز إنه وأسرته فقدوا كل شيء تقريباً وسط حالة من الرعب والهلع.
ويشير تقرير رويترز إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن تدمير ما يصل إلى عشرين برجاً في المدينة، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن ٥٠ "برجاً لحماس" جرى هدمها.
مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قالت للوكالة نفسها إن النمط الحالي للهدم ونقل السكان يثير مخاوف التطهير العرقي، في حين ينفي المتحدث العسكري الإسرائيلي وجود استراتيجية لتدمير غزة، ويؤكد أن الأبراج كانت "أهدافاً عسكرية مشروعة"، حسب زعمه، من دون تقديم أدلة تثبت وجود بنى تحتية لحماس تحتها.
حماس من جانبها نفت استخدام الأبراج السكنية لمهاجمة القوات الإسرائيلية.
صور الأقمار الصناعية التي راجعتها رويترز أظهرت مناطق دمار واسعة في الشيخ رضوان منذ أغسطس، بينما وثّقت منظمة ACLED أكثر من 170 عملية هدم منذ بداية الشهر ذاته معظمها عبر تفجيرات محكومة في الأحياء الشرقية.

اعرف أكثر

توسيع المناورة البرية ودخول الفرقة 36

ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول فرقة ثالثة هي الفرقة 36 إلى قلب غزة لتعزيز القوات الموجودة على الأرض بعد أن نزح نحو نصف مليون من سكان القطاع إلى الجنوب وبقي بين 350 و400 ألف شخص داخل المدينة.
الجيش فتح محور إخلاء جديد موازي لمحوري صلاح الدين والساحل لتخفيف الازدحام الذي ظهر عند مغادرة المدنيين، بينما تتهم إسرائيل حركة حماس بمحاولة منع السكان من الخروج.
القناة نفسها أوردت أنّ الولايات المتحدة تواصل الضغط على الوسطاء من أجل استمرار مفاوضات صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار.

تعليق هجمات الأنفاق بسبب الرهائن

القناة 12 الإسرائيلية قالت إنّ الجيش الإسرائيلي علّق خلال الأيام الأخيرة هجماته تحت الأرض بسبب الاشتباه بوجود رهائن داخل أنفاق حماس.
وأضافت مصادر أمنية للقناة أنّ الحركة نجحت في ترميم جزء من هذه الأنفاق وتسرّع تفخيخ المباني وتنتقل بعد كلّ هجوم إلى مبانٍ أخرى مع إخلاء الشقق التي تعتبرها استراتيجية.
وخلال ١٠ أيّام فقط أعلن الجيش عن تدمير أكثر من ألف هدف في مدينة غزة وعن تنفيذ 150 عملية استهداف مركّز ضدّ قادة من لواء المدينة بينهم قادة سرايا ونوابهم ورؤساء خلايا.
كما دُمّر 100 مبنى من أصل 3500 مبنى من ٥ طوابق بينما تضم المدينة أكثر من 100 مبنى بارتفاع ٩ طوابق فأكثر.

تفخيخ المباني والتنسيق مع سلاح الجو

أوضحت القناة 12 أنّ التنسيق بين سلاح الجو والقوات البرية أصبح وثيقاً إلى درجة أنّ بعض الضربات الجوية نُفّذت على مسافة أقلّ من 100 متر من القوات.
ففي حادثة استدعى سائق جرافة عسكرية مروحية هجومية بعد اقتراب مسلحين منه فجاءت في وقت قصير وقصفتهم بقنبلة زنتها طن على بعد 85 متراً، حسب القناة الإسرائيلية.
وفي جباليا أُلقيت قنبلة مماثلة على بعد 120 متراً من القوات بعد اقتراب مسلحين، وفق القناة ١٢.
كما عرضت القناة مشاهد من كاميرا جندي في الفرقة 162 وهو يدخل مع فريقه إلى مبنى متعدد الطوابق للتأكد من خلوّه من المسلحين وضبط أسلحة متنوعة بينها بنادق وقنابل يدوية وعبوة ناسفة أعدتها حماس لاستهداف الجيش، حسب زعم القناة.

قيادة حماس الجديدة في غزة

التقديرات الأمنية الإسرائيلية التي نشرتها القناة 12 تشير إلى أن نحو ١٠ آلاف مقاتل من حماس ينتظرون في أزقة غزة الضيقة بقيادة عز الدين الحداد الذي يتولى فعلياً قيادة الجناح العسكري للحركة بعد مقتل كبار قادتها.
"الحداد البالغ من العمر 55 عاماً والمعروف في إسرائيل بلقب "شبح كتائب القسام" يُنسب إليه التخطيط لهجوم الـ٧ من أكتوبر وهو مسؤول عن تجنيد المسلحين واحتجاز الرهائن"، وفق زعم القناة.

مخاوف دولية متصاعدة

في خلفية كلّ ذلك، تواصل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تحذيراتها من أنّ عمليات الهدم والنقل القسري في غزة قد ترقى إلى تطهير عرقي، فيما أظهرت بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن نحو 80٪ من مباني غزة قد تضرر أو دُمّر منذ بدء الحرب بما في ذلك مئات المدارس والمستشفيات، بحسب ما نقلته رويترز.
في المقابل، يؤكّد الجيش الإسرائيلي أنّه يستهدف فقط بنى حماس التحتية ويحاول تقليل الإصابات المدنية وأنّه علّق الهجمات تحت الأرض خوفاً على حياة الرهائن.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة