موسكو وطهران تتقدّمان نوويًا وصاروخيًا في آن واحد
تشهد العلاقات الروسية-الإيرانية دفعة استراتيجية جديدة، حيث جمعت طهران بين توقيع اتفاق نووي مع موسكو والشروع في إعادة بناء مواقع صواريخ استهدفتها إسرائيل خلال الأشهر الماضية، فهل هذا يعكس سعيها إلى تعزيز قدراتها النووية والصاروخية بالتوازي؟
اتفاق لبناء محطات طاقة نووية صغيرة في إيران
أعلنت شركة روساتوم الروسية الحكومية أنّ روسيا وإيران وقعتا، الأربعاء، مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة في إيران.
ووقع الاتفاق رئيس روساتوم أليكسي ليخاتشوف ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، خلال اجتماع في موسكو.
ووصفت روساتوم الاتفاق بأنّه "مشروع استراتيجي".
وقال إسلامي، ويشغل أيضا منصب نائب الرئيس الإيراني، لوسائل إعلام رسمية إيرانية هذا الأسبوع إنّ الخطة تتضمن بناء ٨ محطات طاقة نووية في إطار سعي طهران للوصول إلى قدرة إنتاجية للطاقة النووية تبلغ 20 جيغاوات بحلول عام 2040.
وتواجه إيران أزمة نقص الكهرباء خلال أشهر ذروة الطلب، ولا تمتلك سوى محطة طاقة نووية واحدة عاملة في مدينة بوشهر الجنوبية بنتها روسيا وتبلغ قدرتها نحو جيغاوات.
وتتمتع روسيا بعلاقات وثيقة مع إيران، ونددت بالضربات الأميركية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية هذا العام والتي نُفذت بهدف معلن هو منع طهران من امتلاك قنبلة نووية، وفق رويترز.
وتنفي إيران أي سعي لها لامتلاك سلاح نووي.
إعادة بناء مواقع الصواريخ بعد ضربات إسرائيلية
بدأت إيران في إعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ التي استهدفتها إسرائيل خلال حربها التي استمرت 12 يوما في شهر يونيو الماضي، بحسب ما أظهرته صور بالأقمار الصناعية، حللتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس".
إلا أنّ الخبراء يقولون إنّه من المرجح أن هناك عنصرا رئيسيا لا يزال مفقودا، وهو الخلاطات الكبيرة اللازمة من أجل إنتاج الوقود الصلب للأسلحة، حسب أسوشيتد برس.
ويُعدّ إعادة بناء البرنامج الصاروخي أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لإيران، التي تعتقد أنّه من الممكن أن تكون هناك جولة أخرى من الحرب مع إسرائيل.
وتعتبر الصواريخ أحد أدوات الردع العسكرية الإيرانية القليلة، بعدما دمّرت الحرب أنظمة دفاعها الجوي، وهو أمر أصرّت طهران منذ فترة طويلة على أنّه لن يدرج أبدا في المفاوضات مع الغرب.