تحول لافت.. ديمقراطيون يبتعدون عن "نفوذ إسرائيل في واشنطن"
تشهد الساحة السياسية الأميركية تحولات جذرية في علاقة الحزب الديمقراطي بجماعات الضغط الموالية لإسرائيل، حيث يسجل ابتعاد متزايد عن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) لصالح منظمة "جي ستريت" ذات التوجه الوسطي–اليساري، في انعكاس لتغير المزاج الشعبي والسياسي تجاه الحرب في غزة، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
للمرة الأولى منذ 17 عاماً من التواصل، قبل زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، النائب عن نيويورك، الدعم العلني من "جي ستريت" التي تطرح حل الدولتين وتوجه انتقادات واسعة للحكومة الإسرائيلية.
هذه الخطوة اعتبرت مكسباً كبيراً لـ"جي ستريت"، في وقت لطالما ارتبط فيه جيفريز بعلاقة وثيقة مع "إيباك" التي وفرّت له دعماً مالياً وسياسياً على مدى سنوات.
التحول لا يقف عند جيفريز وحده، ثلاثة نواب ديمقراطيين أعلنوا خلال الأسابيع الماضية رفضهم تلقي تبرعات من "إيباك"، من بينهم مورغان ماكغارفي (كنتاكي)، ديبورا روس (كارولاينا الشمالية)، وفاليري فوشي (كارولاينا الشمالية). حتى النائبة ماكسين ديكستر، التي استفادت العام الماضي من دعم "إيباك" لحسم معركة انتخابية، صرحت مؤخراً بضرورة وقف نقل الأسلحة الهجومية لإسرائيل وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لغزة.
يأتي ذلك وسط تراجع واضح في مشاركة النواب الديمقراطيين في الرحلات السنوية التي تنظمها "إيباك" إلى إسرائيل. ففي 2023، شارك 24 نائباً ديمقراطياً من بينهم جيفريز، بينما هذا العام انخفض العدد إلى 11 فقط من أصل 33 نائباً جديداً، فيما ألغى سبعة آخرون مشاركتهم رغم حجز رحلاتهم مسبقاً.
من جهتها، تؤكد "إيباك" أنها ما زالت تحتفظ بتأييد "الأغلبية الساحقة" من الديمقراطيين، معتبرة أن دعم إسرائيل يصب في صالح السياسة الأميركية. لكن أصواتاً داخل الحزب باتت ترى في ارتباطها الوثيق بحكومة بنيامين عبئاً سياسياً.
رئيس "جي ستريت"، جيريمي بن عامي، وصف هذا التحول بأنه "نقطة تحول"، مؤكداً أن التباين بين مواقف "إيباك" والرأي العام الأميركي بات صارخاً، خاصة بعد حرب غزة التي أثارت تعاطفاً متزايداً مع الفلسطينيين داخل القاعدة الديمقراطية.
ومع استمرار الانقسام الداخلي حول الموقف من إسرائيل، يبدو أن "إيباك" تفقد تدريجياً احتكارها للتأثير في الكونغرس، بينما تحاول "جي ستريت" تثبيت نفسها كصوت رئيسي يمثل الديمقراطيين في النقاش حول الشرق الأوسط.