شرق ألمانيا يعيد التسلّح.. ومصنع القطارات يدخل خط الدبابات
بدأ مصنع "ألستوم" العريق في مدينة غورليتس شرق ألمانيا، الذي أمضى 175 عامًا في صناعة عربات القطارات، بالتحوّل إلى إنتاج أجزاء من الدبابات بعد انتقال ملكيته إلى شركة الأسلحة KNDS، في خطوة تعبّر عن التحوّل المتسارع في ألمانيا نحو إعادة التسلّح مدفوعةً بمخاوف من التقدّم الروسي وتراجع الضمانات الأمنية الأميركية، بحسب صحيفة
نيويورك تايمز.
وأفادت الصحيفة بأنّ شركة KNDS ستستثمر أكثر من 10 ملايين دولار في المشروع الجديد، وتوظّف أكثر من نصف موظفي المصنع السابقين البالغ عددهم 700 عامل.
ويأتي التحوّل بعد سنوات من التقلّص الصناعي الذي أصاب المنطقة وأدّى إلى تراجع عدد العاملين في المصنع من أكثر من 2000 عامل قبل أقلّ من عقد إلى أقلّ من النصف.
التحوّل أثار جدلاً في غورليتس، حيث تسود مشاعر متناقضة بين الحاجة إلى الوظائف والاعتراض على صناعة الأسلحة.
وقال المهندس هايكو نيتشكه من "ألستوم" إنّ "المصنع من القليلين الذين ما زالوا يدفعون أجورًا نقابية، وإغلاقه سيكون كارثة"، لكنه أكّد أنه لن يعمل مع المالك الجديد "لعدم الارتياح لبناء الأسلحة".
ووفق نيويورك تايمز، عبّر قادة حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب من أقصى اليمين، المعارض لدعم أوكرانيا، عن قبولهم الواقعي بالمشروع رغم اعتراضهم المبدئي على التسلّح.
وكتب القيادي المحلي سيباستيان فيبّل أنّ بيع المصنع "ليس سببًا للاحتفال"، لكنه شدّد على أهمية "الحفاظ على الوظائف وتقليل الاعتماد على مصنّعي السلاح الأجانب"، مضيفًا أنّ "إنتاج الأسلحة يجب أن يتم داخل ألمانيا".
وتقع غورليتس ضمن منطقة فقيرة من شرق ألمانيا، حيث تنتشر البطالة ويغلب التعاطف مع روسيا على المزاج الشعبي، وفق الصحيفة الأميركية، وفي انتخابات هذا العام، صوّت نحو نصف سكان غورليتس لحزب البديل، ما يعكس إحباطًا اقتصاديًا وشعورًا بالتهميش السياسي بعد تراجع الصناعات وهجرة الشباب.
ويقول عامل في مصنع "بيركنستوك"، أكبر مشغّل حالي في المدينة، إنّ "معظم السكان لا يحبّذون دخول غورليتس مجال الأسلحة، لكنهم يخشون فقدان وظائفهم أكثر"، مضيفًا أنّ "المخاوف الكبرى اليوم ليست من الحرب، بل من القروض والرواتب".