سياسة

مهمة دقيقة على أرض ملغّمة.. الصليب الأحمر يواجه امتحان غزة

نشر
blinx

أعلن الصليب الأحمر الدولي عند الساعة 12:55 بتوقيت جنيف استعداده للمشاركة في تنفيذ الاتفاق من خلال تسهيل عمليات تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس.

وقالت المنظمة في بيان إن فرقها المنتشرة في غزة وإسرائيل والضفة الغربية "جاهزة لمساعدة الطرفين على إعادة الرهائن والمحتجزين إلى عائلاتهم"، مؤكدة أيضاً استعدادها "للمساعدة في إعادة الجثامين لتمكين العائلات من وداع أحبائها بكرامة".

مهمة إنسانية محفوفة بالمخاطر

بحسب ما نقلته صحيفة لو تان الفرنسية، يستعد الصليب الأحمر الدولي لتولّي مهمة الوسيط الإنساني المحايد في تنفيذ عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين، حيث يتوقع إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أكثر من ألف معتقل فلسطيني.
وقال المتحدث باسم اللجنة، كريستيان كاردون: "بناء على طلب الطرفين، نحن مستعدون لتيسير عمليات الإفراج والنقل كوسيط إنساني محايد"، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ اللجنة "لا تشارك في المفاوضات السياسية بل تركز فقط على ضمان أن تجري جميع العمليات بأمان وكرامة".
وكانت فرق الصليب الأحمر تعمل منذ أسابيع على الأرض رغم القصف المستمرّ، وقد أعادت نشر فرق متنقلة خارج مدينة غزة بعد أن أصبحت الظروف الأمنية داخلها غير قابلة للعمل. لا تقتصر مهمة الصليب الأحمر على نقل الأسرى فقط، بل قد تشمل أيضاً نقل جثامين من لم ينجُ من الأسر، في مشهد يعكس حساسية الموقف وتعقيداته اللوجستية والأمنية.

أرض ملغّمة وتحديات لوجستية معقدة

التحدي الأكبر أمام فرق الصليب الأحمر هو تأمين مسارات آمنة وسط شبكة من الطرق المدمرة والمليئة بالذخائر غير المنفجرة.
يقول كاردون: "هذه العمليات شديدة التعقيد وتتطلب تخطيطاً دقيقاً من الناحية اللوجستية والأمنية.. ومن خبرتنا، يمكن أن تتغير التفاصيل في أي لحظة، حتى أثناء التنفيذ".
كما تخشى المنظمة وقوع أحداث غير متوقعة قد تعرقل سير العملية، في ظلّ تجارب سابقة رافقتها مشاهد مهينة بحق الأسرى. لذلك، وضعت اللجنة خططاً متعددة السيناريوهات، بهدف ضمان أن يعود كل من يُسلم إلى الصليب الأحمر إلى عائلته بأمان، سواء كان أسيراً أو جثماناً.

رسالة إنسانية من أعلى المستويات

في بيان رسمي، وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبوليارتيش، اتفاق وقف إطلاق النار بأنه "فرصة حاسمة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة".
وأضافت: "فرقنا في إسرائيل وغزة والضفة الغربية ستدعم تنفيذ الاتفاق من خلال المساعدة في إعادة الرهائن والمحتجزين إلى عائلاتهم، ونحن على استعداد أيضاً للمساعدة في إعادة الجثامين لتمكين العائلات من توديع أحبائها بكرامة".
وأكدت سبوليارتيش أنّ "الأيام المقبلة ستكون حاسمة، ويجب أن تُنفّذ عمليات الإفراج بأمان وكرامة، وأن تُستأنف المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكامل طاقتها، وأن يصمد وقف إطلاق النار، فحياة الناس تعتمد عليه".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة