كيف تكشف الهدنة أول استعراض لحماس في شوارع غزة؟

من مشاهد بثّتها "تايمز أوف إسرائيل" لعدد محدود من المسلّحين يجوبون شوارع غزة بعد ساعات من دخول الهدنة حيّز التنفيذ، إلى تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الواثقة بأنّ وقف النار "سيصمد"، تتقاطع مؤشرات اليوم الأول من الهدنة بين "رسائل قوة" و"رسائل أمل"، وسط انسحاب إسرائيلي جزئي وعودة ألوف الفلسطينيين إلى منازل مدمّرة.

ماذا يحصل؟

رُصد عناصر من "الأمن الداخلي" التابعين لحماس علنًا للمرة الأولى منذ بدء الهدنة، في مشاهد نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة.

ورغم أنّ اللقطات أظهرت عدداً محدوداً من المسلّحين، فإنّ نشرها بدا كأنّه رسالة مفادها أنّ الحركة ما زالت "القوة المهيمنة" في أجزاء من القطاع رغم إنهاكها بعد عامين من الحرب، حسب تايمز أوف إسرائيل.

وتُعدّ هذه أوّل إطلالة علنية لعناصر الأمن الداخلي منذ الهدنة السابقة في يناير، فيما تبقي إسرائيل سيطرتها على أكثر من نصف مساحة القطاع بعد انسحابها الأولي صباح الجمعة.

بدأ ألوف الفلسطينيين العودة إلى مناطقهم المهدّمة مع بدء سريان وقف النار وبدء انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق.

وتحرّكت حشود من النازحين شمالاً نحو مدينة غزة، فيما قال إسماعيل زايدة من حي الشيخ رضوان: "الحمد لله بيتنا لسة واقف.. لكن المكان كله دمار".

وفي خانيونس، شقّ الأهالي طريقهم بين الأنقاض في صمت، بينما أعلنت السلطات الصحية انتشال نحو ١٠٠ جثة بعد انسحاب الجيش.

وبموجب اتفاق الهدنة، تستعدّ إسرائيل لاستقبال 48 رهينة من المقرر إطلاق سراحهم مطلع الأسبوع المقبل مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنّه واثق من أنّ وقف إطلاق النار "سيصمد لأنّ إسرائيل وحماس تعبتا من القتال".

وأضاف أنّه سيزور إسرائيل ومصر نهاية الأسبوع، حيث يعتزم إلقاء خطاب أمام الكنيست الإثنين قبل مشاركته في قمة دولية حول غزة في القاهرة.

وأكّد ترامب أنّ الهدنة تمهّد لـ"سلام أوسع في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنّ "الجميع سئموا من القتال" وأنّ ما تبقّى من "بؤر ساخنة" سيتم احتواؤها سريعاً.

في المقابل، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أنّ نزع سلاح حماس سيتمّ "بالطريقة السهلة أو الصعبة"، في إشارة إلى المراحل اللاحقة من خطة ترامب لإنهاء الحرب.

حذّرت منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة رغم الهدنة، ودعت "يونيسف" إلى فتح المعابر بالكامل لتأمين الغذاء للأطفال الأكثر عرضة للخطر.

وقال المتحدث باسمها ريكاردو بيريس إنّ القطاع قد يشهد "ارتفاعاً هائلاً في وفيات الأطفال"، مؤكداً أنّ وفاة الطفلة هدى أبو نجاح (12 عاماً) هذا الأسبوع بسبب الجوع تمثل "إنذاراً مبكراً" لما قد يأتي.

وفي الأثناء، أعلنت فرق الدفاع المدني انتشال عشرات الجثث من تحت الأنقاض في مناطق القتال السابقة، في وقت لا تزال فيه عمليات البحث مستمرّة في غزة المدينة.