سياسة

هل انتهت الحرب حقا؟

نشر
AP
بآمال في طي صفحة الحرب وأن تكون بداية لحقبة جديدة يسود فيها السلام منطقة الشرق الأوسط، استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قمة تاريخية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب وبمشاركة أكثر من 20 من قادة الدول العربية والأوروبية والآسيوية، وشهدت توقيع وثيقة لدعم اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وطغت على القمة الدولية رغبة واضحة في تثبيت إنهاء الحرب التي استمرت عامين، وسط تأكيدات على ضرورة تذليل أي عقبات قد تواجه تنفيذ خطة الرئيس الأميركي في هذا الصدد خلال المراحل المقبلة والتي توصف بالأكثر صعوبة.
وبدا ترامب واضحا عندما أكد أكثر من مرة في حديثه خلال وجوده في شرم الشيخ أن "الحرب انتهت"، وتفاؤله ببزوغ "فجر جديد" للشرق الأوسط.
السيسي سعى إلى استثمار الزخم الدولي والموقف الأميركي الحازم والانتقال به إلى صيغة ملموسة يمكن الاستناد إليها كضمانة حقيقية لصمود الاتفاق الذي وافقت عليه إسرائيل وحركة حماس، مع محاولة للانتقال من الأجواء الاحتفالية إلى أفق سياسي يفضي إلى حل الدولتين انطلاقا من إقامة الدولة الفلسطينية، لاسيما في ظل زيادة عدد الدول التي اعترفت بتلك الدولة إلى حوالي 80% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. غير أن مخاوف مشروعة مازالت قائمة من استئناف الحرب؟

حالة من عدم اليقين

لكن لا يزال البعض يتخوف من استئناف الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل وجريح فلسطيني. وقالت شبكة سي إن إن الإخبارية إنه مع إقلاع طائرة الرئيس ترامب من الشرق الأوسط، فإن المنطقة التي اختفت عن ناظريه من نافذة الطائرة، باتت بلا شك مختلفة "فالرهائن الذين عانوا في الأنفاق في غزة خلال العامين الماضيين أصبحوا أحرارا، والقنابل التي دمرت القطاع توقفت عن السقوط".
لكنها أضافت أنه "حتى الاحتفالات التوديعية التي نُظمت له في إسرائيل ومصر لم تستطع إخفاء حالة عدم اليقين الكبيرة التي لا تزال قائمة، بما في ذلك السؤال الأساسي حول ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحماس قد انتهت بالفعل".
وأشارت إلى أن ترامب أصر في حديثه سواء أمام الكنيست أو في شرم الشيخ على أن الأمر كذلك، واستخدم خطابا طويلا أمام الكنيست الإسرائيلي ليمدح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لامتلاكه "الشجاعة" للاعتراف بأن الوقت قد حان لإنهاء عمليته العسكرية.
وسلطت سي إن إن الضوء على عدم اعتراف نتنياهو بذلك، "ففي الواقع، في الليلة التي سبقت وصول ترامب، أوضح الزعيم الإسرائيلي أن الحملة العسكرية لم تنته"، مشيرة إلى أنه "لا يزال يتعرض لضغوط من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته الائتلافية لمواصلة ملاحقة حماس في غزة".
ولفتت الشبكة الإخبارية الأميركية إلى أنه على الرغم من تأكيد نتنياهو في كلمته أنه "ملتزم بهذا السلام، لكنه لم يشر هو ولا ترامب لكيفية تعاملهما مع المرحلة التالية والأكثر تعقيدا من المفاوضات".

ترامب و"رؤية سلام أوسع"

كما تقاسمت وكالة بلومبرغ الرؤية ذاتها مع سي إن إن، وكتبت تحت عنوان "ترامب يسلط الضوء على الشرق الأوسط مع اقتراب الجزء الأصعب". تقول إن الرئيس الأميركي استغل "جولة استغرقت يوما واحدا في إسرائيل ومصر لتلقي الثناء من زملائه القادة ووضع رؤية لسلام أوسع في الشرق الأوسط".
ويرى مراقبون أن الانتهاء من المرحلة الأولى والإسراع بالانتقال إلى تنفيذ بنود المرحلة الثانية من الاتفاق، عبر آليات واضحة مع تشكيل "مجلس السلام" الذي تضمنته خطة ترامب واتخاذ خطوات فعلية على صعيد إعادة إعمار القطاع المدمر، ربما تبدد المخاوف من عودة الحرب وتكون السبيل الوحيد لطي تلك الصفحة نهائيا وفتح فصل جديد من عمر المنطقة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة