سياسة

ترامب يشعل الكاريبي.. حشدٌ عسكري قرب فنزويلا واستقالة تربك واشنطن

نشر
blinx
في تصعيد جديد للأزمة المتوترة مع فنزويلا، أطلقت إدارة ترامب ضربات عسكرية في البحر الكاريبي ضد ما تصفه بـ "شبكات التهريب والمخدرات"، مثيرةً جدلاً قانونياً حاداً في الداخل الأميركي، ومؤشرات متزايدة على تحوّل استراتيجي في تموضع القوات الأميركية بالمنطقة.
هذه الأزمة، لا تقتصر على العمليات الجوية والبحرية فحسب، بل تمتد إلى إعادة هيكلة في القيادة العسكرية وانقسامات سياسية حول شرعية هذه الضربات، ما يجعل الأزمة تتجاوز البعد الأمني إلى أبعاد سياسية وقانونية معقدة.

حشد عسكري أميركي على مقربة من فنزويلا

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنّ طائرات مروحية تابعة لوحدة العمليات الخاصة الأميركية حلّقت في الأيام الأخيرة على بعد أقل من 90 ميلاً من الساحل الفنزويلي، في تدريبات اعتُبرت بمثابة استعداد ميداني لعمليات أوسع ضد ما تعتبره واشنطن شبكات تهريب المخدرات.
وتؤكد التحليلات العسكرية أنّ هذه التحركات الميدانية تأتي ضمن حملة عسكرية واسعة تشمل نشر مدمّرات مزوّدة بصواريخ موجّهة، وغواصة نووية، وطائرات مقاتلة من طراز F-35، إضافةً إلى أكثر من 6500 جندي أميركي في منطقة البحر الكاريبي.
وأفادت الصحيفة بأن طائرات MH-6 "ليتل بيرد" وMH-60 "بلاك هوك" نفّذت طلعات تدريبية فوق حقول النفط قبالة سواحل ترينيداد، بينما شوهدت سفينة عمليات خاصة أميركية، MV Ocean Trader، وهي تتحرك بالقرب من المنطقة لتوفير الدعم اللوجستي والعملياتي للقوات الخاصة.
هذا الحشد العسكري، الذي تصفه بعض مراكز الأبحاث بأنه "إعادة ترتيب زلزالي للقدرات العسكرية الأميركية"، أثار مخاوف من احتمال تنفيذ عمليات داخل الأراضي الفنزويلية نفسها.

استقالة هولسي في خضم التصعيد

في خضم هذه التطورات، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث أن الأميرال ألفين هولسي، القائد الأعلى للقيادة الجنوبية الأميركية، سيغادر منصبه في 12 ديسمبر المقبل، أي قبل عامين من انتهاء ولايته الرسمية.
وكتب هولسي في رسالة داخلية أنّه يثق بأن فريق القيادة الجنوبية "سيواصل أداء المهمة الاستراتيجية التي تحافظ على أمن الولايات المتحدة".
جاءت هذه الاستقالة المفاجئة بعد أيام قليلة من تنفيذ الضربة الأميركية الخامسة ضد قارب يُشتبه في نقله للمخدرات قبالة السواحل الفنزويلية، والتي رفعت عدد القتلى في هذه العمليات إلى 27 شخصاً منذ انطلاق الحملة.
وقد أثارت مغادرته تساؤلات واسعة في واشنطن، خصوصاً أنّ هولسي كان يقود أهم منطقة عمليات عسكرية في نصف الكرة الغربي خلال واحدة من أكثر لحظات التصعيد حساسية.

جدل قانوني وانتقادات داخلية

منذ انطلاق الحملة، واجهت إدارة ترامب انتقادات متزايدة من مشرّعين وخبراء قانونيين بشأن الأسس القانونية التي تستند إليها هذه الضربات.
بينما تصرّ الإدارة على أنها تخوض "نزاعاً مسلحاً غير دولي" ضد شبكات تهريب المخدرات، يعتبر عدد من أعضاء الكونغرس أنّ هذه العمليات تمثّل عمليات قتل خارج نطاق القانون ضد أشخاص لا يُعتبرون مقاتلين في ساحة معركة.
وأشارت رويترز إلى أنّ فنزويلا رفعت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبةً بتأكيد "عدم شرعية" هذه الضربات واعتبارها "انتهاكاً لسيادتها".
كما فشلت محاولة تشريعية في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي في تمرير إجراء يقيّد قدرة ترامب على تنفيذ هذه الضربات، ما زاد من حدة الانقسام السياسي حولها.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة