سياسة

بين السخرية والدعاية.. ترامب يستخدم الـAI لتوسيع نفوذه؟

نشر
blinx
ذكرت مجلة تايم أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، جعل من الذكاء الاصطناعي أداة محورية في تكتيكاته السياسية، مستفيدا من قدرته على تحويل المحتوى الرقمي إلى صور وفيديوهات مُصمّمة بدقة لإعادة تشكيل صورته أمام الرأي العام، وإعادة توجيه النقاش العام بما يخدم أجندته السياسية.
فخلال الأشهر الأخيرة، نشر ترامب مقاطع فيديو مُولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهره على شكل "ملك" يقود طائرة حربية، أو "بابا" الفاتيكان، أو حائزا على جائزة نوبل، إضافة إلى مقاطع هجومية تهكمية على خصومه السياسيين. ويقول خبراء إنّ هذه المقاطع باتت أكثر جذبا لجيل الشباب، بما يجعلها أكثر فعالية من المنشورات التقليدية.
ويُحذّر مختصون من أنّ هذه الاستراتيجية تمثّل نقلة نوعية في استخدام التكنولوجيا السياسية، إذ لم تعد أداة دعم بل أصبحت جزءا من الرسالة السياسية نفسها.

الذكاء الاصطناعي وأزمة الحقيقة الانتخابية

بحسب تقرير بروكينغز، فإنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح يشكّل تهديدا مباشرا لسلامة النقاش الديمقراطي، إذ باتت الموادّ المُفبركة أو المعدّلة تُظهر قبل الانتخابات وتُستخدم لتقويض الثقة في العمليات الانتخابية.
وتُشير الدراسة إلى أنّ هذه التقنيات يمكن استخدامها لإحداث "فضائح انتخابية" في اللحظات الأخيرة، عبر نشر تسجيلات صوتية أو فيديوهات مُولّدة يصعب دحضها في الوقت المناسب، كما حدث في سلوفاكيا والأرجنتين خلال انتخابات 2023.
والأخطر أنّ وجود هذه التقنيات يسمح للسياسيين بنفي أي تسجيل حقيقي واعتباره "مفبركا" أو "من صنع الذكاء الاصطناعي"، وهو ما يُعرف بـ"عائد الكاذب" الذي قد يستفيد منه ترامب وغيره لتقويض أي محاسبة سياسية.

تهديدات تمثيل المواطنين ومساءلة السلطة

وفقا لمجلة Journal of Democracy، فإنّ الذكاء الاصطناعي لا يهدد فقط صدقية الخطاب السياسي، بل يضرب أيضا في عمق العلاقة بين المواطن والدولة. إذ يمكن لمجموعات منظّمة أو جهات خارجية أن تُغرق المكاتب الانتخابية ومواقع التشاور العام برسائل إلكترونية ومداخلات مزيفة تُكتب باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي، ما يخلق صورة زائفة عن "رأي عام" غير موجود.
كما أنّ الحملات المضلِّلة يمكن أن تُعيد صياغة تصورات الناخبين عن أداء المسؤولين، مما يُضعف آليات المساءلة الديمقراطية التقليدية.
ويُحذر التقرير من أنّ فيضا من المعلومات المزيفة يجعل المواطنين في حالة شكّ دائم تجاه أي معلومة، مما يؤدّي إلى تآكل الثقة في المؤسسات السياسية والإعلامية، ويحوّل الولاءات الحزبية إلى المصدر الوحيد للحقيقة السياسية.

أدوات ترامب الدعائية الجديدة في الإعلانات السياسية

بحسب تقرير مركز برينان للعدالة، فإنّ الحملات السياسية الأميركية باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي لخلق إعلانات موجهة بدقة فائقة نحو شرائح محددة من الناخبين، وهو ما يقلّص الحاجة إلى فرق رقمية كبيرة ويجعل الخطاب أكثر تأثيراً بتكلفة أقلّ.
ويُتوقع أن يُوظّف ترامب هذه الأدوات لتعزيز حضوره الرقمي عبر رسائل مصممة خصيصا للنساء، أو الشباب، أو الأقليات الريفية، مع إمكانية إعادة توليد آلاف الإعلانات يوميا بشكل شبه آلي.
لكن التقرير يُحذّر في الوقت ذاته من المخاطر، إذ يمكن أن يؤدي هذا الاستخدام المكثف إلى تشويه الحقائق، وإغراق الفضاء السياسي برسائل متناقضة أو مُضللة، أو ذات نبرة تحريضية، خاصة في غياب ضوابط قانونية صارمة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة