سياسة

من واشنطن إلى موسكو.. تصعيد نووي يُعيد أجواء الحرب الباردة؟

نشر
blinx
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، دقائق قبل قمة جمعته بالرئيس الصيني، شي جينبينغ، استئناف الاختبارات النووية فورا، في خطوة فاجأت الأوساط الدولية وأعادت سباق التسلح النووي إلى الواجهة.
وقبل الإعلان بساعات، كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أيضا، عن صاروخ جديد يعمل بالدفع النووي قادر على تجاوز أنظمة الدفاع الغربية.
وتُصعد هذه الإعلانات المتتالية المواجهة بين القوتين في مشهد يعيد أجواء الحرب الباردة ويهدد بانهيار منظومة الردع العالمية، خاصة مع دخول الصين على الخط بتوسيع ترسانتها النووية بوتيرة غير مسبوقة، وتراجع الالتزام الدولي بمعاهدات الحد من الأسلحة.

اختبارات أميركية وتهديدات في لحظة دبلوماسية حساسة

ذكرت نيويورك تايمز أنّ ترامب هدّد باستئناف التجارب النووية "على قدم المساواة" مع روسيا والصين، وذلك قبل دقائق فقط من اجتماعه بالرئيس الصيني، شي جينبينغ، في ختام جولته الآسيوية.
وجاءت رسالته عبر تروث سوشيال من متن الطائرة الرئاسية، معلنا أنّه وجّه وزارة الدفاع، التي سمّاها "وزارة الحرب"، للبدء فورا في الاختبارات، من دون توضيح ما إذا كان يقصد تفجيرا نوويا فعليا أو مجرّد اختبار لمنظومات قادرة على حمل رؤوس نووية.
وأوضحت الصحيفة أنّ تهديد ترامب يأتي في وقت حرج، قبل نحو ١٠٠ يوم من انتهاء معاهدة "نيو ستارت" التي تنظّم حدود الأسلحة النووية الاستراتيجية بين واشنطن وموسكو، وسط غياب أي مؤشرات على التوصّل إلى اتفاق بديل.
وبحسب فايننشال تايمز، أثار قراره قلقا واسعا داخل الأوساط الأمنية لاحتمال أن يدفع روسيا والصين إلى إجراء اختبارات مماثلة، ما يُنذر بسباق تسلّح نووي جديد.

الردّ الروسي.. صاروخ "الطائر العاصف" كسلاح نفسي

في المقابل، كشفت صحيفة لوموند أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر مرتديا بزته العسكرية ليعلن اختبار صاروخ "بوريفيستنيك"، أي الطائر العاصف، المزود بدفع نووي، ووصفه بأنّه "سلاح فريد لا يملكه أحد في العالم".
وصفت الصحيفة الصاروخ أنّه قادر على التحليق بلا حدود زمنية، ونقلت عن الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية هيلواز فاييه بأنّه "أداة دعائية أكثر من كونها ابتكارا عسكري"، إذ تسعى موسكو إلى إظهار قدرتها الهندسية رغم العقوبات والعزلة الدولية.
ووفقا للتقرير نفسه، فإنّ بوتين يسعى لإحياء مناخ الحرب الباردة وإشعار حلف شمال الأطلسي بأنّ روسيا لا تزال قادرة على "إخافة الغرب".
ويضيف المؤرخ مارك غاليوتي أنّ بوتين "يرى في التكنولوجيا النووية رمزا للهيبة السوفييتية المفقودة"، مؤكدا أنّ الصراع اليوم غير متكافئ، فروسيا، رغم امتلاكها السلاح النووي، تعاني اقتصاديا وتعتمد على خطاب الردع أكثر من قوّته الواقعية.

صراع ردع في عالم بلا معاهدات

تُشير نيويورك تايمز إلى أنّ إعلان ترامب يأتي في لحظة يسودها الغموض حول مستقبل الحدّ من التسلّح، مع اقتراب انتهاء آخر اتفاق نووي كبير وغياب أي مفاوضات جديدة.
كما يواجه الرئيس الأميركي تحديا من الصين، التي تضاعف ترسانتها النووية لبناء ما تسميه "الردع الكامل"، حيث تتوقع وزارة الدفاع الأميركية أن تمتلك بكين أكثر من ألف رأس نووي بحلول 2030.
ويرى محللون أنّ العالم يقف أمام لحظة مفصلية: واشنطن تلوّح بالقوة النووية لاستعادة تفوقها الاستراتيجي، وموسكو تستخدم التجارب كأداة ترهيب نفسي، فيما تبني بكين ترسانتها بعيدا عن أيّ التزامات دولية. وبين هذا وذاك، يعود الخطاب النووي ليصبح لغة السياسة العليا في القرن الـ٢١، تماما كما كان في ذروة الحرب الباردة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة