العاهل المغربي يدعو الجزائر إلى حوار أخوي: لا غالب ولا مغلوب

في خطاب بمناسبة اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا ينص على أن منح الصحراء المغربية حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى طي صفحة الخلاف مع الجزائر، موجها نداءً مباشراً إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لعقد "حوار أخوي صادق" يمهّد لبناء علاقات جديدة بين البلدين على أساس الثقة وحسن الجوار.

وشدّد الملك محمد السادس على أن المرحلة الراهنة تشكل منعطفاً حاسماً في مسار تسوية قضية الصحراء، في ظل قرار مجلس الأمن الأخير، مؤكداً حرص المغرب على حل "لا غالب فيه ولا مغلوب" يحفظ كرامة جميع الأطراف، مجددا التزام الرباط بإحياء الاتحاد المغاربي عبر تعاون وتكامل بين دوله الخمس.

وتوجه العاهل المغربي في كلمته بالشكر للولايات المتحدة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي مكنت جهوده من فتح الطريق للوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع.

وأضاف "كما نشكر أصدقاءنا في بريطانيا وإسبانيا، وخاصة فرنسا، على جهودهم من أجل نجاح هذا المسار السلمي، ونتوجه أيضا بجزيل الشكر لكل الدول العربية والأفريقية الشقيقة، التي ما فتئت تعبر عن دعمها، الدائم واللامشروط، لمغربية الصحراء، وكذا مختلف الدول عبر العالم، التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي".

وقال الملك محمد السادس إنه "رغم التطورات الإيجابية، التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية، يبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف"، مضيفا "فالمغرب لا يعتبر هذه التحولات انتصارا، ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات".

وقال العاهل المغربي في كلمته مساء أمس "نوجه نداء صادقا، لإخواننا في مخيمات تندوف، لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، لجمع الشمل مع أهلهم، وما يتيحه الحكم الذاتي، للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية، وفي تنمية وطنهم، وبناء مستقبلهم، في إطار المغرب الموحد".

وأعلن "بصفتي ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن".

وتوجه الملك محمد السادس بدعوة إلى الرئيس الجزائري قائلا "أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار". مضيفا "كما نجدد التزامنا بمواصلة العمل، من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل، بين دوله الخمس".