تبرعات غامضة ومصالح.. من موّل "قاعة رقص ترامب"؟
رغم وعود الشفافية التي أطلقها فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تمويل قاعة الرقص الجديدة في البيت الأبيض، كشفت
صحيفة نيويورك تايمز أن البيت الأبيض حجَب هوية عدد من المتبرعين الكبار، بينهم شركات عملاقة ورجال أعمال ترتبط مصالحهم مباشرة بسياسات الإدارة الأميركية، ما أثار جدلاً واسعاً حول تضارب المصالح وشفافية التمويل.
القائمة الرسمية التي نشرتها الإدارة الشهر الماضي تضمنت أكثر من ثلاثين متبرعاً، لكنها خلت من تفاصيل أساسية مثل قيمة التبرعات وهوية بعض الممولين الذين وضعوا مليارات الدولارات في المشروع.
ومع استمرار تدفق الأموال من مؤسسات اقتصادية ضخمة، يرى مراقبون أن المشروع أصبح وسيلة جديدة لكسب الحظوظ السياسية في دوائر صنع القرار بواشنطن.
من بين الأسماء التي لم يُفصح عنها في البداية شركتان في مجال الرعاية الصحية تسعيان لتوسيع تغطية منتجاتهما ضمن برنامج "ميديكير"، ومؤسسة BlackRock العملاقة في وول ستريت، التي تحظى بدعم ترامب في مسعاها للحصول على حصة في موانئ قناة بنما رغم المعارضة الصينية.
كما شمل الغموض المستثمر المعروف جيف ياس، أحد كبار المساهمين في الشركة الأم لتطبيق تيك توك، والذي قد يستفيد من صفقة مدعومة من ترامب لإبقاء التطبيق داخل الولايات المتحدة.
أما المفاجأة فكانت دخول عملاق صناعة الرقائق أنفيديا على الخط، إذ كشف رئيسها التنفيذي الأسبوع الماضي أن شركته من بين المتبرعين، مشيداً بالمشروع بوصفه "نصباً تاريخياً وطنياً".
تأتي هذه الخطوة في وقت قد تجني فيه إنفيديا مكاسب هائلة من صفقة محتملة مع إدارة ترامب لتسهيل التجارة مع الصين.
كما حضر كريك بريغمان، هو أحد المؤسسين المشاركين لشركة OpenAI، مأدبة عشاء أقيمت في البيت الأبيض للمتبرعين الذين قدموا أكثر من 2.5 مليون دولار، رغم أن الإدارة لم تكشف عن أسمائهم رسمياً ولم يؤكد جميعهم تبرعهم علناً.
وتشير الوثائق التي حصلت عليها نيويورك تايمز إلى أن منظمي جمع التبرعات يوزعون استمارة تتيح للمتبرعين خيار إخفاء هويتهم عن العامة، بحيث تظل تبرعاتهم مجهولة إلى الأبد.