فضيحة الـ"BBC".. ترامب "ضحية" فبركة؟

كشفت مذكرة داخلية مسربة، اطلعت عليها صحيفة التلغراف، أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "تلاعبت" بخطاب لدونالد ترامب قبل الانتخابات الأميركية عام 2020، ما جعله يبدو وكأنه يحرض على اقتحام مبنى الكابيتول.

وأفادت المذكرة أن برنامج "بانوراما"، الذي بُث قبل أسبوع من الانتخابات الأميركية ومدته ساعة بعنوان "ترامب: فرصة ثانية؟"، "ضلل" المشاهدين تمامًا بعرضه مقطعًا يظهر فيه الرئيس وهو يقول لأنصاره إنه سيسير معهم إلى مبنى الكابيتول "للنضال بكل قوة"، بينما قال في الواقع إنه سيسير معهم "لإيصال أصواتهم سلميًا ووطنيًا".

وقد سُلط الضوء على هذا المقطع "المحرف" في ملف من 19 صفحة حول تحيز هيئة الإذاعة البريطانية، والذي أعده عضو سابق في لجنة المعايير التابعة للهيئة، ويتم تداوله حاليًا في الدوائر الحكومية.

إلى جانب تحريف كلمات ترامب، عرض الفيلم الوثائقي أيضاً رجالاً يلوحون بالأعلام ويسيرون نحو مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة في 6 يناير 2021 بعد خطاب الرئيس، مما "أعطى انطباعاً بأن أنصار ترامب استجابوا لدعوة التعبئة التي أطلقها". وفي الواقع، تم تصوير اللقطات قبل أن يبدأ ترامب خطابه.

ذكرت الوثيقة أن البرنامج جعل الرئيس الأميركي يقول أشياء لم يقلها في الواقع، وذلك من خلال دمج لقطات من بداية خطابه مع جزء آخر قاله بعد ساعة تقريبًا.

وزعمت الوثيقة أن كبار المسؤولين التنفيذيين ورئيس هيئة الإذاعة البريطانية تجاهلوا سلسلة من الشكاوى الخطيرة التي أثارها جهاز الرقابة على المعايير التابع للهيئة نفسها.

من المرجح أن يكون للكشف عن قيام هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتزييف خطاب للرئيس ترامب تداعيات خطيرة على علاقتها المتوترة أصلاً مع البيت الأبيض، بحسب ما تتوقع التلغراف.

وطالب حزب المحافظين البريطاني بإجراء تحقيق فوري في كيفية السماح ببث وثائقي بانوراما على بي بي سي.

وقال نايجل هادليستون، وزير الثقافة في حكومة الظل: "هذه معلومات مقلقة للغاية وقد تُقوض بشكل خطير مكانة هيئة الإذاعة البريطانية وسمعتها".

يأتي هذا الكشف أيضاً قبل مفاوضات مع ليزا ناندي، وزيرة الثقافة، بشأن تمويل هيئة الإذاعة البريطانية، حيث من المقرر تجديد ميثاقها الملكي في عام 2027. وقد صرحت ناندي سابقاً بأن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".