سياسة

أزمة أنفاق رفح.. ورقة تفاوض أم خطوة أولى لنزع سلاح حماس؟

نشر
blinx
على عمق الأرض في رفح، وبين ممرات ضيقة من الأنفاق التي تمتدّ تحت مناطق تخضع اليوم للسيطرة الإسرائيلية، يتحصّن عشرات من مقاتلي حماس. بعضهم، وفق تقديرات عسكرية إسرائيلية وأخرى أميركية، عالق هناك منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
هؤلاء المقاتلون، الذين تشير معلومات إلى أنّ عددهم قد يتراوح بين 80 و120 داخل نفق محدد، وقد يمتدّ إلى 200- 300 مقاتل عبر شبكة أوسع، يطالبون بمرور آمن إلى مناطق تخضع لسيطرة الحركة.
لكن المسألة لم تعد تقنية، ولا ميدانية. فإسرائيل تربط أي خروج للمقاتلين بإعادة جثمان الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، المحتجز في غزة منذ 2014.
وحماس ترفض الاستسلام، وتطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من محيط الأنفاق.
وفي الخلفية، تتحرك الولايات المتحدة لمحاولة تحويل الأزمة إلى نموذج أولي لنزع سلاح حماس، عبر تسوية تتضمن الاستسلام، تسليم السلاح، النقل، ثم تدمير الأنفاق.
غير أنّ الخلافات بين الأطراف، والضغط السياسي في إسرائيل، والشكوك حول قدرة التنفيذ، جعلت أنفاق رفح تتحول إلى عقدة تفاوضية تهدد استمرارية وقف إطلاق النار والمرحلة السياسية التالية في غزة.

اعرف أكثر

نفق جنينة.. ومقاتلون محاصرون ينتظرون قرارا سياسيا

وفق تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، يتحصّن بين 80 و120 مقاتلا من حماس داخل نفق في حي جنينة في رفح، ويطالبون بالخروج عبر ممر آمن إلى داخل مناطق الحركة، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وترى إسرائيل أن بعض هؤلاء المقاتلين قد يمتلكون معلومات مباشرة عن جثمان الرقيب هدار غولدين، الذي فقد في عملية عسكرية عام 2014، وأن السماح لهم بالخروج قبل تسلّم الجثمان قد يؤدي إلى ضياع هذه المعلومات نهائيا.
لذلك، قرر رئيس الأركان أن أي انسحاب للمقاتلين من النفق لن يتم إلا بعد إعادة الجثمان، وأنه لن يسمح بخروجهم مسلّحين.
وفي الوقت ذاته، تتجنب إسرائيل مهاجمة النفق، خشية فقدان أي معلومات قد تتصل بمكان الجثمان.
الوسطاء بدورهم يضغطون لمنح ممر آمن، فيما يبقى الحسم السياسي لم يتخذ بعد، وسط انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول ما إذا كان يجب استخدام هذه الورقة للمقايضة أو للضغط.

مئات المحاصرين.. ومعركة تؤثر على مستقبل وقف النار

تشير تقديرات إلى وجود ما بين 200 و300 مقاتل من حماس محاصرين في شبكة أنفاق ممتدة ضمن مناطق تسيطر عليها إسرائيل جنوب ووسط وشمال القطاع، فيما تقول حماس إن العدد أقرب إلى 100، وفق وول ستريت جورنال.
الظروف التي يعيشها هؤلاء المقاتلون متدهورة، مع نقص الغذاء واحتمال وفاة بعضهم جوعا.
ورغم ذلك، شنّ بعضهم هجمات انطلقت من تحت الأرض، منها الهجوم الذي أدّى إلى مقتل جنديين إسرائيليين بواسطة صاروخ مضادّ للدروع، بعد أسبوع من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وردّت إسرائيل بغارات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من 145 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة في غزة.
هذه الهجمات أعادت طرح سؤال أساسي:
  • كيف يمكن تثبيت وقف إطلاق النار بينما يبقى مقاتلون مسلحون قادرين على تنفيذ عمليات من تحت الأرض؟
كما أنّ مسألة خروج المقاتلين تعطل المرحلة التالية من الاتفاق، والتي تتضمن:
  • نشر قوة دولية في المناطق الخارجة عن سيطرة حماس
  • وبدء مسار نزع السلاح
وهو أمر لا يزال موضع خلاف.

واشنطن تدخل على الخط.. ونموذج لنزع السلاح قيد الاختبار

ترى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن أزمة الأنفاق قد تشكل فرصة لصياغة نموذج تدريجي لنزع سلاح حماس، حسب تقرير لأكسيوس.
وقد قدّمت واشنطن مقترحا يتضمن:
  • استسلام المقاتلين داخل الأنفاق
  • تسليم أسلحتهم لطرف ثالث
  • منحهم عفوا بشرط عدم العودة للنشاط العسكري
  • نقلهم إلى داخل مناطق خاضعة لحماس
  • تدمير الأنفاق بعد ذلك
لكن إسرائيل رفضت منح العفو، معتبرة أنّ بعض المقاتلين متورطون في قتل جنود، وأنهم إما أن يخضعوا للاعتقال أو تتم تصفيتهم.
كما تشترط إسرائيل بشكل واضح:
  • إعادة جثمان هدار غولدين قبل أي خطوة تتعلق بالممر الآمن.
  • في المقابل، انضم مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن إلى جهود الوساطة بطلب أميركي، في محاولة لتقريب المواقف بين الطرفين، بينما تتهم حماس إسرائيل بـ"المماطلة".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة