لقاء تاريخي بلا إعلام.. ماذا دار بين الشرع وترامب؟
تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين، ببذل كل ما في وسعه لإنجاح سوريا وذلك عقب محادثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في لقاء تاريخي وغير مسبوق في البيت الأبيض.
واستقبل ترامب الشرع في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، بعد ستة أشهر من أول لقاء بينهما في السعودية.
وكان الضغط من أجل رفع أكثر العقوبات الأميركية صرامة بشكل كامل من بين الأهداف الرئيسية للشرع خلال زيارته واشنطن. وبعد عقد اجتماع مغلق مع ترامب، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تمديد تعليق على قانون عقوبات قيصر لمدة 180 يوما، لكن رفع هذه العقوبات بشكل كامل مرهون بموافقة الكونغرس الأميركي.
لقاء بعيد عن وسائل الإعلام
ووصل الشرع إلى البيت الأبيض دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب، ودخل من مدخل جانبي.
وبعد الاجتماع، قال ترامب للصحفيين إنه يعتبر الشرع "قائدا قويا" مضيفا "يتحدث الناس عن قساوة ماضيه، كلنا كان ماضينا قاسيا... وأعتقد صراحة أنه لن تكون لديك فرصة إن لم يكن ماضيك قاسيا"، معبرا عن ثقته فيه.
وأضاف ترامب "سنبذل قصارى جهدنا لإنجاح سوريا".
وقال ترامب إن سوريا هي "جزء كبير" من خطته لسلام أوسع نطاقا في الشرق الأوسط يعوّل عليها الرئيس الأميركي لتدعيم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
لكنه لم يؤكد تقارير تفيد بأن الشرع سيوقع اتفاقا لمنع الأعمال العدائية مع إسرائيل.
وبعد اللقاء مع ترامب، أكد الشرع في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أن هذه القضية تحتاج إلى مزيد من النقاش.
وقال إن ارتباطه بالجماعات المسلحة أصبح أمرا من الماضي، مشيرا إلى أنه لم يناقش هذه المسألة خلال اجتماعه مع ترامب.
وأضاف الشرع أن سوريا تُعتبر الآن حليفا جيوسياسيا لواشنطن، وليست تهديدا.
وفي مشهد لافت، ترجّل الشرع لدى مغادرته من سيارته لرد التحية لحشد من مناصريه أمام البيت الأبيض، محاطا بحراسه الشخصيين.
وجاء في منشور للرئاسة السورية على منصة إكس أن المحادثات بين الشرع وترامب تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين "وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
الانضمام إلى التحالف الدولي
وخلال زيارة الشرع للبيت الأبيض، أفاد مسؤول أميركي رفيع طلب عدم كشف هويته لفرانس برس أن سوريا ستنضم إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.
وأضاف المسؤول الأميركي أنه خلال الزيارة "أعلنت سوريا أنها ستنضم إلى التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن ضد داعش "وبذلك، ستصبح العضو التسعين في التحالف لتتعاون مع الولايات المتحدة للقضاء على آخر جيوب" التنظيم ووضع حد لتدفق المقاتلين الأجانب.
وبحسب المصدر نفسه، ستسمح الولايات المتحدة لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن "من أجل تعزيز التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والأمن والاقتصاد".
ولدى مغادرة الشرع للمجمع الرئاسي، خرج من موكبه أمام البيت الأبيض مباشرة وحيا لفترة وجيزة مجموعة من المؤيدين المبتهجين الذين راح بعضهم يلوح بالأعلام السورية.