سياسة

سلام أم استسلام؟ خطة تضغط على كييف للتنازل عن أراض

نشر
blinx
تكشف تقارير حصرية من رويترز والغارديان عن ملامح خطة سلام جديدة تناقش في القنوات الخلفية بين مسؤولين أميركيين وروس، وتضع أوكرانيا أمام تنازلات جوهرية تشمل التخلي عن أراض شرقية، تقليص جيشها بشكل كبير، وقبول قيود استراتيجية تمسّ سيادتها.
وتأتي هذه التسريبات فيما تتعرض المدن الأوكرانية لهجمات روسية دامية، وفي وقت تحاول إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بلورة اتفاق لإنهاء الحرب المستمرّة منذ نحو ٤ سنوات.
تكشف الوثائق أنّ الخطة، بحسب التقارير، ليست مجرّد مبادرة دبلوماسية بل إطار استسلام فعلي يضغط على كييف، ويثير انقساما حادا داخل أوروبا والولايات المتحدة حول مستقبل الصراع.

ملامح الخطة الأميركية

بحسب تقرير رويترز، أبلغت واشنطن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأنّ على كييف قبول إطار سلام صاغته الولايات المتحدة يتضمن التخلي عن أراض لصالح روسيا وتخفيض حجم القوات المسلحة الأوكرانية، بما في ذلك تقليص فئات معينة من الأسلحة التي تستخدمها كييف حاليا.
وتؤكّد مصادر للوكالة أنّ أوكرانيا لم تُستشر في إعداد الخطة، لكنها تلقت "إشارات" حول مضمونها الأساسي، فيما امتنعت الإدارة الأميركية عن التعليق المباشر.
وتصف مصادر أوروبية تحدثت لرويترز الخطة بأنّها محاولة "لدفع كييف إلى الزاوية"، مشيرة إلى أن اقتراح تقليص الجيش يبدو أقرب إلى مطالب روسية منه إلى مبادرة سلام متوازنة.
ومع تصاعد الفضائح السياسية في كييف وتراجع القوات الأوكرانية ميدانيا، يبدو الضغط الأميركي أكثر وضوحا، فيما ينتظر زيلينسكي زيارة وفد عسكري أميركي رفيع لمناقشة آفاق إنهاء الحرب.

"اتفاق استسلام".. مسودة خطة سرية بين مبعوثي ترامب والكرملين

تشير الغارديان إلى أن الخطة التي يجري تداولها وضعت عبر قناة خلفية بين ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب غير الرسمي، وكيريل ديميترييف، أحد مستشاري الكرملين.
وتشمل المسودة المكونة من 28 نقطة شروطا تعتبرها كييف "غير قابلة للنقاش"، أبرزها:
  • التخلي عن أراض تسيطر عليها أوكرانيا حاليا في الشرق
  • خفض الجيش الأوكراني إلى النصف تقريبا
  • تحديد فئات الأسلحة الأميركية المسموح بتزويد كييف بها
وتقول الغارديان إن الخطة تشبه مقترحات استخدمتها إدارة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وتعطي روسيا "سيطرة غير مسبوقة" على مستقبل السياسة والأمن في أوكرانيا.
وتزامن الكشف عن هذه المسودة مع هجوم روسي واسع على مدينة تيرنوبل أوقع 25 قتيلا، ما عمّق الضغوط على كييف ودفع زيلينسكي للمطالبة بمزيد من الدفاعات الجوية و"سلام عادل" لا يعتمد على فرض شروط قسرية.

حرب ميدانية شرسة.. وجمود دبلوماسي يخدم شروط موسكو

يظهر التقريران أنّ الحرب دخلت مرحلة جديدة تترك أوكرانيا في موقف بالغ الصعوبة. ففي وقت تؤكد واشنطن، عبر تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ضرورة "تقديم تنازلات مؤلمة من كلا الجانبين"، تواصل روسيا تحقيق مكاسب ميدانية وتوسيع هجماتها الجوية على البنية التحتية للطاقة، استعدادا لفصل الشتاء.
ورغم إعلان الكرملين أنّه "منفتح على الحوار"، لم تُظهر موسكو أي استعداد لتخفيف مطالبها المتمثلة في:
  • منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو
  • انسحاب القوات الأوكرانية من ٤ مناطق تعتبرها روسيا "أقاليم روسية"
  • إبقاء السيطرة الروسية على نحو 19% من الأراضي الأوكرانية
وتشير الغارديان إلى أنّ زيلينسكي يواجه ليس فقط ضغط الجبهة العسكرية، بل أيضا أزمة فساد داخلية تعصف بمؤسسات الدولة، ما يضعف موقفه التفاوضي.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة