سياسة

ما هي أزمة "ملاذ الحلفاء" التي انفجرت في واشنطن بعد هجوم فاراغوت؟

نشر
blinx
لم تكن الرصاصة التي أطلقت عند ساحة فاراغوت، على بعد ممرين فقط من البيت الأبيض، مجرد حادث أمني عابر. بل كانت بمثابة زلزال سياسي وأمني هز العاصمة الأميركية، بعد أن استهدف جنديان من الحرس الوطني في هجوم وصف بأنه "موجه"، نفذه رجل أفغاني وصل إلى الولايات المتحدة قبل 4 سنوات ضمن برنامج طارئ أطلقه الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، عقب سقوط كابول.
والآن، تعيد إدارة ترامب فتح الملف من جديد، معلنة تجميدا فوريا لجميع طلبات الهجرة الأفغانية، ومطالبة بإعادة فحص كلّ من دخل البلاد منذ عام 2021.
ثمّ يعلن ترامب أن إدارته ستعمل على وقف الهجرة بشكل دائم من جميع "دول العالم الثالث" حتى يتعافى النظام الأميركي بالكامل.
فما الذي نعرفه عن المشتبه به؟ وما هو برنامج "ملاذ الحلفاء" الذي جلبه إلى أميركا؟ وما الذي تخطط له إدارة ترامب ردا على الحادث؟

من هو المشتبه به؟

بحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن المشتبه به هو رجل أفغاني يدعى رحمن الله لكَنْوال، يبلغ من العمر 29 عاما، وأصيب بجروح ليست مهددة للحياة أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن.
ووفقا لمصادر أمنية استشهدت بها الصحيفة، فقد دخل الولايات المتحدة في 8 سبتمبر 2021 ضمن برنامج "ملاذ الحلفاء"، Operation Allies Welcome، وطلب اللجوء في عام 2024، وحول طلبه إلى قرار إيجابي في عام 2025 تحت إدارة ترامب.
وتضيف نيويورك تايمز أن لكَنْوال سبق أن عمل مع الحكومة الأميركية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية، CIA، كعضو في "قوة شريكة" في مقاطعة قندهار جنوبي أفغانستان.
وصرّح مدير الـCIA جون راتكليف لأكسيوس أن المشتبه به "كان ينبغي ألا يسمح له بالدخول إلى البلاد أبدا"، رغم أنه خضع، كغيره من الأفغان، لعمليات تدقيق أمني متعددة قبل وبعد وصوله.

ما هو برنامج "ملاذ الحلفاء"؟

بحسب تقرير سي إن إن، أطلق بايدن برنامج Operation Allies Welcome في أغسطس 2021، كـ"جهد حكومي شامل" لحماية الأفغان المعرضين للخطر بعد الانسحاب العسكري الأميركي وسقوط كابول في يد طالبان.
وتم السماح لغالبية الوافدين، ومن بينهم لكَنْوال، بالدخول إلى الولايات المتحدة بموجب "إذن مؤقت"، لمدة سنتين، من دون منحهم وضعا دائما في البداية.
تشير سي إن إن إلى أن أكثر من 40% من الأفغان الذين جرى إجلاؤهم كانوا مؤهلين للحصول على تأشيرات هجرة خاصة (SIVs) نظرا لتعاونهم المباشر أو عبر أقاربهم مع القوات الأميركية، و"المخاطر الجسيمة" التي تحملوها لحماية أرواح جنود ومدنيين أميركيين. وفي عام 2022، أعيد تسمية البرنامج إلى "Enduring Welcome" استقبال دائم، ليتحول تركيزه نحو التسوية طويلة الأمد.
وتضيف أكسيوس أن إجمالي عدد الأفغان الذين أعيد توطينهم في الولايات المتحدة منذ أغسطس 2021 بلغ نحو 190 ألف شخص، من خلال البرنامجين معا. كما يشير الموقع إلى أن وزارة الدفاع قدمت دعما مؤقتا في قواعد عسكرية داخل الولايات المتحدة، ما يُعرف بـ"Safe Havens"، لاستضافة الآلاف خلال مرحلة الانتقال.

ما الذي تخطط له إدارة ترامب ردا على الحادث؟

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، أعلنت إدارة خدمات الجنسية والهجرة الأميركية (USCIS)، مساء الأربعاء 26 نوفمبر 2025، عبر منصة إكس: "اعتبارا من الآن، توقف معالجة جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالمواطنين الأفغان إلى أجل غير مسمى، ريثما تجرى مراجعة إضافية لبروتوكولات الأمن والتدقيق".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا القرار سيؤثر مباشرة على طالبي اللجوء، وحاملي طلبات التأشيرة الخضراء، وكذلك على الأفغان الذين ما زالوا في طوابير التأشيرة الخاصة (SIV)، وكثيرون منهم ما زالوا عالقين في دول ثالثة أو مختبئين داخل أفغانستان.
ونقلت نيويورك تايمز عن ترامب قوله في خطاب عقب الهجوم: "يجب الآن إعادة فحص كلّ أجنبي دخل بلادنا قادما من أفغانستان".
كما تشير الصحيفة إلى أنّ الإدارة كانت قد سحبت بالفعل، في يوليو 2025، الحماية الإنسانية المؤقتة عن الأفغان المعاد توطينهم، بذريعة "تحسن الوضع الأمني واستقرار الاقتصاد في أفغانستان"، وهو ادعاء تفنده المعطيات الميدانية، إذ يعاني أكثر من نصف سكان أفغانستان، نحو 21 مليونا من أصل 42 مليونا، من نقص حاد في المساعدات الإنسانية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة