عام على "سقوط الأسد".. عقبات رئيسية تواجه سوريا الجديدة
احتفل السوريون الإثنين، بالذكرى الأولى للإطاحة بنظام بشار الأسد في وقت تكافح فيه الدولة التي تعاني من الانقسامات من أجل تحقيق الاستقرار والتعافي بعد حرب دامت لسنوات.
في كلمته أمام حشد كبير، قال الرئيس الجديد أحمد الشرع، إن الحكومة وضعت "رؤية واضحة لسوريا الجديدة، كدولة قوية تنتمي إلى ماضيها وتتطلع إلى مستقبلها"، واصفا حقبة الأسد بأنها كانت "صفحة سوداء في تاريخ بلدنا".
وفر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق، وأطاحت به بعد حرب دامت لأكثر من 13 عاما اندلعت عقب انتفاضة ضد حكمه. فماذا ينتظر سوريا الجديدة؟
تقول
مجلة ناشيونال انتريست الأميركية إن ملامح المشهد السوري الجديد ممزوجة بين الأمل والخوف. وعلى الرغم من الاحتفاء بهذه الذكرى، فإن البلاد ما تزال تواجه تحديات ثقيلة بينما تحاول العبور نحو مستقبلٍ غير واضح، يحمل وعوداً كبيرة كما يحمل أخطاراً هائلة.
فخلال السنة الأولى بعد انهيار النظام، برزت حقيقة مرة: معظم القوى الفاعلة في المشهد السوري لا تمتلك سجلاً نظيفاً، ما سمح بملء فراغ السلطة عبر عمليات ثأر وتصفية حسابات سعت خلالها أطراف عديدة لترسيخ نفوذها في "سوريا الجديدة"، بحسب المجلة.
ورغم التحديات، حققت الحكومة الجديدة مكاسب كبيرة، أبرزها حصول دمشق على تخفيف تاريخي للعقوبات الأميركية، وعودتها إلى المحيطين الإقليمي والدولي.
كما تمكنت الحكومة من تحقيق تحسن نسبي في الاقتصاد والخدمات، خاصة في مجال الكهرباء، وهو أمر بالغ الأهمية لعملية إعادة الإعمار.
لكن فرحة السوريين بقرب نهاية المأساة لم تدم طويلاً، إذ عادت خطوط التماس الطائفية للظهور مع تنامي العنف في عدة مناطق.
وشهدت المناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية مجازر طائفية في مارس، وتكرر المشهد في جنوب البلاد، في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، ما يعكس هشاشة المرحلة الانتقالية.
تحديات الاقتصاد والأمن وصراع النفوذ
على الصعيد الداخلي، ما تزال التنظيمات المتطرفة داخل السلطة وخارجها تمثل تهديداً حقيقياً. فبعض فصائل الجيش الوطني السوري السابق ما تزال تمارس الانتهاكات وتسيطر على مناطق وتدير اقتصاديات غير قانونية، رغم دمجها الشكلي في القوات النظامية، بحسب المجلة.
كما تعيش الأقليات السورية، ومنها الدروز والأكراد والعلويون، في حالة قلق عميق من توجهات السلطة الانتقالية. إذ تسيطر بعض هذه المجموعات على مناطق واسعة خوفاً من إعادة إنتاج الإقصاء أو الانتقام.
وتبقى مفاوضات توحيد السلطة بين الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التحدي الأكبر، خاصة أن المنطقة الشرقية تعد شريان سوريا الزراعي والنفطي، ولا يمكن لأي عملية تعافٍ اقتصادي أن تستغني عنها.
يبقى احتمال تفكك سوريا أو عودة الحرب الأهلية قائماً، خصوصاً في ظل أطراف خارجية لا ترغب بقيام دولة سورية قوية.
وتبرز إسرائيل وإيران كأخطر اللاعبين على الساحة، بحسب المجلة.
فإسرائيل تسعى لإبقاء سوريا ضعيفة وتفرض وقائع على الأرض عبر احتلالها المستمر لأراضٍ سورية وسعيها لفرض منطقة عازلة، فيما تحاول إيران استخدام الأراضي السورية لإعادة تسليح حزب الله، وهو ما تعارضه دمشق رغم صعوبته.
أما الولايات المتحدة، ورغم نجاح استراتيجيتها في جوانب عديدة وخاصة تخفيف العقوبات، إلا أنها لم تتمكن من كبح إسرائيل. كما يبقى ملف انسحاب قواتها من سوريا معلقاً بفعل بطء المفاوضات بين دمشق وقسد، وهي مفاوضات تلعب واشنطن فيها دوراً محورياً.