سياسة

بعد الحرب.. إيران تكشف ترسانتها وتعيد رسم معادلة الردع

نشر
blinx
في أعقاب الحرب القصيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، كثفت إيران خطواتها العسكرية والإعلامية لإظهار الجهوزية والردع، من خلال معارض علنية للأسلحة، ومناورات صاروخية واسعة النطاق، وإشارات إلى إعادة تموضع مواقع إطلاق الصواريخ.
ترسم تقارير لصحيفة فايننشال تايمز وصحيفة إسرائيل هيوم صورة لمرحلة ما بعد الحرب، حيث تسعى طهران إلى طمأنة الداخل، ورفع كلفة أي مواجهة مستقبلية مع خصومها.

استعراض القوة وطمأنة الداخل

بحسب فايننشال تايمز، نظمت إيران معرضا واسعا للصواريخ والمسيرات في "المنتزه الوطني للفضاء" غرب طهران، عُرضت فيه صواريخ بالستية وفرط صوتية، وطائرات مسيّرة هجومية، إضافة إلى حطام مسيّرة إسرائيلية أُسقطت خلال الحرب.
واعتبر مسؤولون في الحرس الثوري أن المعرض يهدف إلى إظهار أن هذه الأسلحة "محلية الصنع" وقادرة على الدفاع عن البلاد، في محاولة لتحويل الأنظار عن الثغرات التي كشفتها الضربات الإسرائيلية، والتي أسفرت عن مقتل عشرات القادة العسكريين والعلماء النوويين، وأكثر من ألف قتيل داخل إيران.
يشير التقرير إلى أن الرسالة الموجهة للجمهور الإيراني هي أن الحرب كانت "تجربة تعليمية" ستُسرع تطوير القدرات العسكرية، وأن امتلاك الصواريخ بعيدة المدى كان عاملا حاسما في إنهاء القتال خلال أيام، وليس سنوات.

المناورات الصاروخية ورسائل الردع

وفق وكالة رويترز، أجرت إيران مناورات عسكرية أطلقت خلالها صواريخ بالستية ومجنحة على أهداف مُحاكاة، بمشاركة قوات الحرس الثوري البحرية.

وشملت التدريبات، بحسب التقارير، إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، مع التركيز على استعراض الجاهزية في الممرات البحرية الاستراتيجية.

تكمن الدلالة الأساسية لهذه المناورات، كما تورد التقارير، في توجيه رسالة مزدوجة:
  • تحذير الخصوم من أي "سوء تقدير" قد يواجه ردا حاسما.
  • وطمأنة الداخل بأن القدرات الصاروخية ما زالت فاعلة رغم الضربات السابقة.
كما شددت طهران على استخدام تقنيات حديثة، بينها الذكاء الاصطناعي، في إدارة العمليات، في إطار رفع كلفة أي عمل عسكري ضدّها.

نقل مواقع الصواريخ شرقا لتفادي الضربات

في موازاة الاستعراضات والمناورات، أفادت فايننشال تايمز وإسرائيل هيوم، نقلا عن دبلوماسيين غربيين، بأنّ إيران قد تكون نقلت بعض مواقع إطلاق الصواريخ إلى مناطق أعمق في شرق البلاد، بعيدا عن مدى الطيران الإسرائيلي والأميركي.
ويهدف هذا التحرك، بحسب المصادر، إلى تعزيز الحماية وتقليل قابلية الاستهداف في أي مواجهة مقبلة.
أكد مسؤولون إيرانيون، وفق التقارير، أن إسرائيل لم تدمر سوى نسبة ضئيلة جداً من منصات الإطلاق، وأن توطين التكنولوجيا محلياً يسمح بإعادة بناء القدرات بسرعة. هذا التوجه يعكس قناعة داخل القيادة الإيرانية بأن الردع لا يقوم فقط على عدد الصواريخ، بل على قدرتها على البقاء والانتشار، بما يجعل كلفة الهجوم أعلى من مكاسبه المحتملة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة