لقاء مارالاغو.. تهديد لإيران وتحذير لحماس وضوء أخضر لضرب لبنان؟
في لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مارالاغو بفلوريدا، أعاد الطرفان التأكيد على ملفات حساسة في الشرق الأوسط، أبرزها تهديدات إيران وتحديات حركة حماس، إلى جانب الوضع الأمني في لبنان.
فقد حذر ترامب من إمكانية توجيه ضربة عسكرية واسعة لإيران إذا واصلت تطوير برامج الصواريخ الباليستية أو الأسلحة النووية، مجددًا التحذير من مغبة استمرار حيازة السلاح لحركة حماس، وأبقى ترامب الباب مفتوحًا أمام إسرائيل لاستئناف الحرب مع حزب الله اللبناني.
قال الرئيس الأميركي إن بلاده قد تدعم توجيه ضربة كبيرة أخرى لإيران إذا استأنفت تطوير برنامج الصواريخ الباليستية أو برنامج الأسلحة النووية.
وأشار ترامب، الذي كان يتحدث إلى جانب نتنياهو عقب اجتماعهما إلى أن طهران ربما تعمل على استعادة برامج الأسلحة بعد القصف الأميركي العنيف في يونيو.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي "كنت أقرأ أنهم يطورون أسلحة وأشياء أخرى، وإذا كانوا يفعلون ذلك، فهم لا يستخدمون المواقع التي دمرناها، بل ربما مواقع مختلفة".
وأضاف "نعرف بالضبط إلى أين يتجهون، وماذا يفعلون، وآمل ألا يفعلوا ذلك لأننا لا نريد أن نهدر وقودا على طائرة بي-2"، في إشارة إلى القاذفة التي استخدمت في الضربة السابقة.
وتابع "إنها رحلة تستغرق 37 ساعة في الاتجاهين. لا أريد أن أهدر الكثير من الوقود".
غزة.. مرحلة ثانية على وقع التهديد
وعن غزة، قال ترامب إنه يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي تم التوصل إليه في أكتوبر بعد عامين من اندلاع الحرب في غزة، وهي مرحلة تتضمن نشر قوات دولية لحفظ السلام في القطاع الفلسطيني.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بارتكاب انتهاكات كبيرة للاتفاق، ولا يبدو أنهما اقتربتا من قبول الخطوات الأصعب المتوقعة بموجب المرحلة المقبلة.
فحماس التي ترفض إلقاء سلاحها، تعاود بسط سيطرتها مع استمرار تمركز القوات الإسرائيلية في نصف أراضي القطاع تقريبا.
وتشير إسرائيل إلى أنه إذا لم تتخل حماس عن سلاحها سلميا، فإنها ستستأنف العمل العسكري لإجبارها على ذلك.
وخلال تصريحاته اليوم الاثنين، ألقى ترامب بالمسؤولية على حماس لعدم إلقائها السلاح بشكل أسرع، وقال إن إسرائيل التزمت بجانبها من الاتفاق وحذر من أن حماس تخاطر بمواجهة عواقب وخيمة.
وقال ترامب عندما سئل عما سيفعله إذا لم تلق حماس سلاحها "ستدفع الثمن غاليا". وكان قد أدلى بتصريحات مشابهة في فترات سابقة خلال القتال.
وتدعو خطة ترامب لوقف إطلاق النار إسرائيل إلى الانسحاب من غزة وحماس إلى التخلي عن أسلحتها والتخلي عن أي دور للحكم في القطاع.
وتضمنت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار انسحابا إسرائيليا جزئيا وزيادة في المساعدات وتبادل الرهائن مقابل معتقلين وسجناء فلسطينيين.
وعندما سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان ينبغي لإسرائيل استئناف ضرباتها ضد حزب الله، بعد تصريحات الأمين العام للحزب نعيم قاسم الذي أكد رفض مسألة السلاح، قال ترامب: "سنرى ما سيحدث. الحكومة اللبنانية في موقف صعب قليلًا، وحزب الله يتصرف بشكل سيء، لذلك سنرى ما سيحدث".
وكانت القناة ١٤ الإسرائيلية توقعت، في تقرير نشرته أمس الاثنين، بحسب مصادرها أن يحصل نتنياهو على الضوء الأخضر من ترامب لإنهاء الهدنة وشن عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله بعد رأس السنة.
وأنهى وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة الذي تم الاتفاق عليه في نوفمبر 2024، أكثر من عام من القتال بين إسرائيل وحزب الله، واشترط نزع سلاح الحزب، بدءا من المناطق الواقعة جنوب النهر المتاخمة لإسرائيل.
وفي حين قال لبنان إنه على وشك إتمام المهمة في الموعد النهائي لنزع سلاح حزب الله في نهاية العام، إلا أن الحزب يقاوم الدعوات لإلقاء سلاحه.
وتقول إسرائيل إن التقدم جزئي وبطيء وتنفذ ضربات شبه يومية في لبنان بزعم منع حزب الله من إعادة بناء صفوفه.
ومع انتهاء السنة تنتهي مهلة سحب سلاح الحزب، وبحسب القناة ١٤، مع رفض قيادة الحزب إلقاء السلاح سيطلب نتنياهو دعم ترامب لتنفيذ هجوم شامل في لبنان في أقرب وقت ممكن، ومن المتوقع أن ينال الضوء الأخضر، بحسب المصدر نفسه.