أديان
.
تستذكر الإيرانية سوسن ثابت أيامها مع قريبتها أختر قبل نحو أربعة عقود قبل أن ترحل أختر إلى العالم الآخر وهي في ريعان الشباب.
في ساحة مدينة شيراز جنوبي إيران كانت أختر ثابت واحدة من بين عشر نساء بهائيات لا تتجاوز أعمارهن الثلاثين قادتهم السلطات الإيرانية إلى حبل المشنقة في يونيو من عام 1983.
مصدر الصورة: bahai.org
تحكي سوسن في الذكرى الأربعين لإعدام أختر عن قريبتها التي عملت ممرضة وتصفها بالشخصية "النقية واللطيفة والودودة والاجتماعية"، بل "حتى في السجن، بدأت مساعدة المسنين والمرضى. كانت تعد فطورهم وتقدّم لهم العلاج الطبي وتغسل ملابسهم". حسب فرانس برس.
بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شهدت الأقلية البهائية عددا من حوادث الاضطهاد، فبحسب المجتمع البهائي في كندا شهد العقد الأول من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية قتل أو إعدام أكثر من 200 بهائي كان معظمهم من القادة إضافة إلى تعذيب أو سجن مئات آخرين فضلا عن حظر المؤسسات البهائية الرسمية.
وتشير سوسن إلى أن أختر طلب منها مرارا خلال التحقيق التخلي عن عقيدتها واعتناق الإسلام ليتم إطلاق سراحها، وهو ما رفضته ليكون مصيرها المشنقة.
حملة في ريو دي جانيرو بالبرازيل للتوعية بشأن حقوق البهائيين في إيران | مصدر الصورة: bahai.org
اعتمد المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران سياسة رسمية بموافقة المرشد الأعلى في إيران عام 1991، تنص على "تعامل الدولة مع البهائيين يجب أن يكون بطريقة تمنع تقدمهم وتطورهم فيطردون من الجامعات ويحرمون من الوظائف وأي موقع نفوذ إذا تبعوا البهائية" بحسب منظمة العفو الدولية.
كانت روحي جهانبور رفيقة النساء الـ١٠ اللاتي أعدمن في ساحة شيراز، وأوقفت من قبل السلطات قبل أن يفرج عنها وتهرب للخارج، تصفهن لفرانس برس أنهن كن "أشخاصا عاديين أحببن عائلاتهن ومواصلة تعليمهن وعيش حياتهن".
بحسب تقرير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة صدر العام الماضي فإن أكثر من 90 طالبا بهائيا منعوا من الالتحاق بجامعات البلاد، فيما اتهمت وزارة الاستخبارات أعضاء من الطائفة بالتورط في التجسس ونشر التعاليم البهائية والتسلل إلى المؤسسات التعليمية.
حملة في ريو دي جانيرو بالبرازيل للتوعية بشأن حقوق البهائيين في إيران | مصدر الصورة: bahai.org
صدمة فظيعة شكلها نبأ إعدام زميلات روحي، فلقد كان الأمر مدمرا بالنسبة لها حيث كانت تعرفهن، لكنها لم تفاجأ بقرارهن عدم التخلي عن معتقداتهن الدينية فتقول لفرانس برس "كن على استعداد للتخلي عن حياتهن. كانت الحياة والعقيدة أمرا واحدا بالنسبة لهن".
نهاية يوليو الماضي اعتقلت وزارة الاستخبارات الإيرانية ما لا يقل عن 30 فردا من البهائيين بتهمة الانتماء إلى "شبكة تجسس بهائية" والعمل "نشر التعاليم البهائية" والتسلل إلى مختلف مستويات القطاع التعليمي في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى ذلك يواجه البهائيون مساع لمصادرة الممتلكات وهدم المنازل حسب ما تفيد الجامعة البهائية العالمية.
وقد بلغ عدد المعتقلين في أغسطس 2022 في السجون الإيرانية 68 بهائيا من بينهم من يقبع في السجن منذ 2013 بحسب العفو الدولية.
وأُعيد اعتقال ماهواش ثابت وفاريبا كمال أبادي، المنضويتان سابقا في مجموعة قيادية غير رسمية للبهائيين في إيران تم حلها منذ زمن طويل، وحكم عليهما بالسجن 10 سنوات، ليكررا تجربة السجن مرة أخرى حيث قضوا عقدا فيه من العام 2008 حتى 2018.
بحسب المنظمات الدولية يشكل البهائيون أكثر الأقليات الدينية غير المسلمة في إيران من حيث العدد ويبلغ عددهم حوالي 300 ألف شخص، لكن لا تعترف السلطات الإيرانية بعقيدتهم بخلاف حال أديان الأقليات الأخرى غير المسلمة مثل المسيحية واليهودية والزرادشتية.
وقد نشأت البهائية أصلا في القرن 19 في إيران وحتى وقت قريب، كان المجتمع البهائي الإيراني هو الأكبر في العالم، ولا يزال واحدا من أكبر الجماعات.
وقد كانت إيران مسرحا للعديد من الأحداث التاريخية الرئيسية في تاريخ العقيدة البهائية وهي المصدر الرئيسي للأفراد الذين هاجروا إلى أجزاء أخرى من العالم ولعبوا وما زالوا يلعبون دورا مهما في انتشاره بحسب المكتبة البهائية.
بحسب خدمة الأخبار البهائية يشكل أتباع العقيدة أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم، ويوجد حاليا 188 مجلسا على المستوى الوطني تشرف على عمل المجتمعات البهائية.
وتم تسجيل الجامعة البهائية العالمية لدى الأمم المتحدة كمنظمة غير حكومية منذ عام 1948. وهي تتمتع حاليا بمركز استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOC) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إضافة إلى الاعتماد من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وإدارة شؤون الإعلام التابعة للأمم المتحدة (DPI). وقد ترجمت الكتابات البهائية وغيرها من المؤلفات إلى أكثر من 800 لغة.
نجت هذه العائلة في محافظة فارس الإيرانية بصعوبة من الإصابة بعد حرق منزلهم | مصدر الصورة: bahai.org
الديانة البهائية تأسست على يد ميرزا حسين علي نوري المعروف ببهاء الله في القرن التاسع عشر، ودعا لهذه الديانة شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، الذي لقب نفسه بالباب، منذ عام 1844 وبشر بأن رسولا سيأتي قريبا من الله وأكد استمرار الرسالات الإلهية وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم محمدا وموسى والمسيح.
وفي عام 1852، قال ميرزا حسين علي إنه شاهد في السجن رؤيا أنه الرسول الذي بشر به الباب ولقب نفسه بهاء الله ليؤسس لهذه الديانة في ستينيات القرن التاسع عشر، وكتب في منفاه "الكتاب الأقدس" أهم الكتب لدى أتباع البهائية وتوفي عام 1892، حيث خلفه نجله "عبد البهاء" الذي عمل على نشر العقيدة قبل وفاته عام 1921.
ويتقبل البهائيون كل الأديان الأخرى كالإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية والبوذية والهندوسية، ويرون أنها تمثل مرحلة من مراحل التجلي الإلهي، ويؤمنون بأن الله واحد وأنه خالق هذا العالم وأنه يعرف بأسماء مختلفة في مختلف الأديان، وبالتجلي الإلهي للرسل في أزمنة مختلفة وبوحدة المنبع للديانات وبضرورة تعاون البشر من أجل الإنسانية.
• العيد الأعلى وهو أيام الصوم الـ 19 التي تبدأ في 2 مارس
• عيد النوروز في 21 مارس
• عيد الرضوان من 21 أبريل لـ 2 مايو
• إعلان الباب للدعوة في 22 و23 مايو
• صعود بهاء الله في 29 مايو
• "استشهاد الباب" في 9 يوليو
• ميلاد الباب 20 أكتوبر
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة