أصوات الحرب تُخلي مواقع فلسطينية تاريخية

يخيم صمت مطبق على كنيسة المهد في بيت لحم في جنوب الضفة الغربية، حيث خلا الموقع إلا من كاهن وحارس أمن، بعد أن توقف السياح عن القدوم منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال المرشد السياحي الفلسطيني ليث "المرة الأخيرة التي رأيت فيها كنيسة المهد فارغة لهذه الدرجة كانت خلال وباء كوفيد".

ويتدفق آلاف من السائحين والزوار سنويا لزيارة الموقع في المدينة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مسقط رأس يسوع المسيح حسب التقليد المسيحي، وهو مدرج في التراث العالمي لليونسكو.

وأضاف الشاب "شهدنا مواسم أصعب من غيرها كلما تأججت التوترات ولكن هذه المرة نشعر كأننا نحن تحت الحصار".

يقول مرشدو السياحة "كل الطرق المؤدية إلى مدن الضفة الغربية الأخرى والقدس وإسرائيل مغلقة".

وقال جورج بابون الذي يملك محلا لبيع التذكارات في بيت لحم إنه بسبب إغلاق الطرق وصعوبة الذهاب أو القدوم إلى القدس، "لا يوجد سبب لقدوم الزوار، والسياح يأتون للزيارة وليس للخوف".

وتابع "هذا لا يقارن بكل ما عشناه سابقا حتى أسوأ ما في الانتفاضة"، في إشارة الى الانتفاضتين الفلسطينيتين.

قالت وكيلة السفر الرومانية كريستينا فاركاس، التي جاءت لزيارة الأراضي المقدسة مع مجموعة مؤلفة من 38 سائحا، "لم نتمكن بالقيام بالكثير من الأمور بسبب الأحداث".

وأضافت "ظننا أننا سنبقى عالقين هنا ولكن مع مساعدة مرشدنا المحلي، نجحنا في تأكيد رحلة عودة الخميس".

وقالت فاركاس إن السفارة الرومانية في تل أبيب لم تستطع مساعدتهم. "سألونا ماذا سنفعل، ولكننا لا نعرف أي شيء، هذه أول مرة نواجه فيها أمرا كهذا. نتخيل دائما اندلاع حرب عند السفر إلى هنا ولكن ما زلنا مصدومين".

في غرفتها في فندق في بيت ساحور، جهزت تيسانا فريديريك حقيبة السفر. وجاءت موظفة البنك مع مجموعة مؤلفة من 36 شخصا من الحجاج القادمين من موريشيوس.

وقالت إنها تواجه صعوبة في شرح الوضع لأطفالها، موضحة "سأشعر بالاطمئنان حقا عندما نعود". كما أشارت أن قنصلية بلادها في إسرائيل ستنظم عودتهم.

ووصفت المسؤولة عن المجموعة دومينيك بون كيف شعرت "بالخوف" عندما سمعت دوي صفارات الإنذار بسبب إطلاق صواريخ في القدس، ولكن "إيمانها" ساعدها. وأضافت "نحن على هذه الأرض المباركة وحمدا لله، نحن محميون".