هدوء صنعه الحرب يحيط بكنيسة القيامة

كان يفترض، في مطلع نوفمبر، أن تأتي مجموعة من 60 شخصا ضمن رحلة منظمة إلى الكنيسة، لكن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ساهم في إلغائها.

يقول المنظم البريطاني الكاثوليكي لرحلات الحج، نويل غوميس، في الموقع شبه المهجور الذي صلب فيه المسيح ودُفن وقام من بين الأموات وفقا للتقاليد المسيحية، "لا يوجد في المكان سوى أنت وأنا".

ويصف لوكالة فرانس برس طوابير الانتظار الطويلة التي تنتهي عادة عند المراحل الأخيرة من درب الصليب في الكنيسة الواقعة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس.

ويقول الرجل البالغ من العمر 50 سنة "الوصول إلى المرحلة 14" عند قبر المسيح يستلزم عادة "ساعة أو ساعتين من الانتظار".

تقول المرشدة السياحية الإسرائيلية، ناعومي ميلر، التي جاءت من دون زبائن "نشعر وكأن جائحة كوفيد عادت". وتضيف "من المحزن للغاية" رؤية "أحد أكثر الأماكن المقدسة في العالم للمسيحيين" مقفرا.

يرى آخرون الجانب الايجابي للأمور على غرار الشماس الأرمني ناريك دانيليان الذي يثمن الناحية "المريحة" للزيارة مقارنة بفترة ما قبل كوفيد عندما كان هناك "3 آلاف إلى 5 آلاف زائر يوميا".

يحب الكاهن القبطي كيرلس الورشالمي "الصلاة بسلام". وعادة يضطر الكاهن المصري البالغ من العمر 41 عاما الى "الوقوف 5 ساعات يوميا مع 10 الى 20 شخصا" يطلبون منه "الصلاة من أجلهم". وتقول امرأة مبتسمة إنه في غياب الحشود "من الأسهل ركن السيارة والتقاط الصور".

وتنتاب ماريا سيلينا ميندوزا مشاعر متضاربة. وصلت هذه الراهبة الفرنسيسكانية في سبتمبر للإقامة من 3 أشهر ولم تغادر مدة شهر تقريبا بيتا للحجاج في المدينة المقدسة بعد 7 أكتوبر.

ولدى عودتها إلى الكنيسة مطلع نوفمبر، شعرت "بتأثر شديد لتمكنها من الدخول بمفردها" إلى المزار الصغير "من دون أن يطلب أحد منك أن تغادر".

وقالت الراهبة المكسيكية البالغة من العمر 69 عاما وهي المبشرة في أنغولا "من ناحية أخرى فإن رحيل كل هؤلاء الأشخاص جعلني أشعر بحزن عميق".

في غياب الحجاج والسياح بات فجأة من السهل للسكان المحليين "الوصول" إلى الكنيسة "إنه أمر نادر ومميز"، على ما تقول فلسطينية من الطائفة الأرثوذكسية اليونانية.

وتضيف هذه المرأة البالغة من العمر 39 عاما، التي جاءت للمرة الأولى منذ هجوم حماس "للصلاة من أجل السلام"، "لكن هذا الأمر لا يحصل للأسباب الصحيحة".

وفي الصباح الباكر، تقتصر الحركة حول "النار المقدسة" في قلب الكنيسة، على رافعة وجرار لنقل التراب والحجارة في حاويات بلاستيكية.

استؤنفت أعمال ترميم أرضية الكنيسة التي بدأت عام 2022، وباتت تترافق أيضا مع حفريات أثرية، مع عودة "عدد قليل من العمال الفلسطينيين" على ما يقول رئيس الكنيسة اللاتينية الأب ستيفان ميلوفيتش .

ويشير أيضا إلى العودة التدريجية للمهاجرين "من الفيليبين والهند ومن أميركا الجنوبية" الذين استقروا في إسرائيل.

يقول الأب الفرنسي البالغ من العمر 57 عاما إن 3 طوائف تشرف على كنيسة القيامة (الكاثوليك واليونان الأرثوذكس والأرمن) وترتادها طائفتان أخريان (الأقباط والسريان الأرثوذكس) مؤكدا أن "كنيسة القيامة توحد المسيحيين المشتتين في أماكن أخرى".

ويضيف أن في غياب "الاكتظاظ الذي تشهده أيام الأعياد" فإن الفترة "الكارثية" التي نعيشها حاليا لها ميزة "منح وقت للتأمل لنحمل في صلواتنا معاناة الجميع".