حجاج غزة يداوون جراحهم في مكة

تقول دعاء "حين استيقظت تحت الأنقاض، لم أكن أشعر بجسدي. لم أسمع سوى ابنتي الكبرى تبكي".

مع إصابتها بكسر في الظهر، نقلت إلى المستشفى حيث علمت أن ابنها البالغ 8 سنوات، وابنتها البالغة سنة ونصف سنة لم ينجوا، وأصيب زوجها بجروح بالغة وتوفي بعد أيام.

نجت ابنتها الثالثة البالغة 9 سنوات، وانضمت دعاء إلى عائلة والدها في منطقة بقطاع غزة تعتبر أكثر أمانا، لكن القدر كان في المرصاد ووقعت بدورها ضحية قصف إسرائيلي مع كل سكان المنزل الآخرين.

تقول دعاء وهي غير قادرة على حبس دموعها إن ابنتها تلك كانت "الوحيدة التي بقيت لها، وأنها كانت تخفف عنها الألم".

بعد كل هذا الألم، تصف اللحظة التي علمت فيها دعاء أنها ضمن 2000 فلسطيني دعوا من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لأداء فريضة الحج في المملكة بينهم 1000 حاج تم اختيارهم من عائلات ضحايا غزة، قائلة إنها "فرحة لا توصف".

بين الوفد نفسه خليل الرحمن جابر والذي يعبر أيضا عن امتنانه للمجيء إلى مكة، وهو أيضا يعيش مع كثير من الألم.

يبلغ خليل من العمر 27 عاما ويقول إنه يتوجه بالدعاء لروح شقيقته التي قتلت في قصف إسرائيلي مع ولديها وزوجها والعديد من أعمامه وأصدقائه الذين قتلوا أيضا.

يقول هذا المحامي الشاب الذي فر من قطاع غزة في مارس "كنت في منزلها قبل ساعة من وقوع القصف"، مضيفا أنه بحث طويلا عن شقيقته تحت الأنقاض قبل أن ينجو في اليوم نفسه من ضربة ثانية على المبنى الذي كان فيه، يقول بألم: "ليتني لم أنج".

ويخلص خليل الرحمن جابر إلى القول "الحرم المكي له قدسية، وبه عواطف إيمانية تعطيك الأمل، تستشعر منها الحياة، وأن الله رحيم لا يترك أحدا، يمكن أن يعيدك الحج إلى الحياة".