"الحج بلا تصريح".. هكذا ضللت شركات مصرية الحجاج

انقطع اتصال هند بوالديها منتصف يوم عرفة، تكررت محاولات الاتصال في اليوم التالي، ولكن الهواتف كانت لا تزال مغلقة، تمكن منها القلق فلجأت لأقارب لها في السعودية للبحث عنهما بعدما توقف مندوب شركة السياحة المسؤول عن الرد عليها.

وفي اليوم الرابع من البحث عُثر على والدي هند في ثلاجات الموتى، بحسب ما قالت لبلينكس "مات والدي دون استكمال باقي مناسك الحج وكانا قد لجآ لشركة سياحة لأداء الفريضة بعدما أقنعهما صاحبها بأنه سيسفرهما قبل الحج بشهر حتى يستطيع إدخالهما مكة" بزعم أن "استخراج تصريح الحج أسهل ما داما موجودين في مكة".

ووافق والديّ هند على السفر بدون تأشيرة حج وخاصة أن التكلفة أقل من النصف.

بحسب التقرير الطبي لسبب الوفاة فقد مات والديّ هند إثر إصابتهما بحمى نتيجة ضربة شمس، تقول هند.

ووفقا للجنة الفنية للحج بوزارة السياحة، فإن الحجاج غير الرسميين غير مؤمن عليهم طبياً وليس لهم سكن أو مشرف يتابعهم أو رقابة حكومية، عكس الحجاج الرسميين والنظاميين الذين يتمتعون بكل الحقوق التي تكفل أمنهم وسلامتهم.

يوسف محمود، 67 سنة، كان من بين الحجاج غير النظاميين الذين لم يتمكنوا من دخول مكة يقول: "اتفقت معنا الشركة أن الرحلة ستهبط في مطار المدينة، وأكدت أن مندوبها سيرتب دخولنا مكة، وفور وصولنا اختفى مندوب الشركة وأغلق هاتفه".

يقول عضو بالاتحاد المصري للغرف السياحية، طلب عدم ذكر اسمه، إن مشكلة الحجاج غير النظاميين هذا العام ليست في الوفيات فقط، ولكن أيضا في المفقودين وهي مأساة إضافية، لافتًا إلى وجود مئات الاستغاثات من الأهالي في مصر.

ويوضح عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية أن مشكلة الحجاج غير النظاميين أنه لا بيانات لهم عند البعثة الرسمية للحج، وبالتالي يمكن أن يكون عدد المفقودين والمتوفين أكبر مما تم حصره حتى الآن.

مصر كانت قد أوفدت فرق عمل متعددة إلى مكة للتنسيق مع السلطات السعودية وإجراء الزيارات الميدانية للمستشفيات للحصول على بيانات المواطنين المصريين الموجودين بها، سواء من يتلقى العلاج أو من توفي ومطابقتها مع بيانات المواطنين الذين أبلغ ذووهم عن فقدهم، والتأكد من تقديم الرعاية اللازمة للمرضى منهم.

كما تم تخصيص بعثة قنصلية توجد على مدار الساعة بمستشفى شرق عرفات ومُجمع المعيصم الطبي، بالإضافة إلى التنسيق مع الجانب السعودي بشأن تحاليل DNA للمتوفين مجهولي الهوية، حتى يتم مطابقتها مع أهاليهم داخل البلاد.

وخصصت غرف طوارئ تعمل على مدار الساعة ويمكن للمواطنين التواصل معها من أجل ضمان الوصول إلى المواطنين المصريين المفقودين في أسرع وقت ممكن، وتأمين عودة كافة الحجاج إلى مصر.