لثلاثة أسباب؛ أولها ارتفاع منسوب مياه البحر. وكذلك جود الأبنية على طول السواحل، الأمر الذي تسبب في تدمير الدفاعات الطبيعية مثل الكثبان الرملية، وأخيرا بناء السدود التي تخزن الرمال بدلا من السماح لها بالمرور إلى الساحل لتواجه اندفاع الأمواج إلى الشاطئ ونحره.

تعرضت مدينة الحمامات التونسية التي تعد مقصدا سياحيا شهيرا، لانحسار في منطقة الشواطئ بما يصل إلى 24 ألف متر مربع أي قرابة 3 و8 أمتار سنويا في الفترة الزمنية ما بين عامي 2006 و2019.

اليوم يبلغ متوسط تآكل شواطئ تونس حوالي 70 سنتيمترا في العام، لكن هذا لا يعني أن بعد 10 سنوات ستتآكل بنسبة 7 أمتار، فالحسبة ليست بهذه السهولة، لأن السواحل تكتسب الرمال وتفقدها لذا فإن التقديرات المحلية مضللة، لكن صور الأقمار الصناعية من وكالة الفضاء الأوروبية والمركز الوطني لعلوم المحيطات في المملكة المتحدة ساعدت الباحثين على تحديد الخطر الذي تعرضت له سواحل تونس في مناطق معينة.

لا. حيث يعيش ما لا يقل عن 85٪ من سكان تونس البالغ عددهم أكثر من 12 مليون نسمة على الساحل، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ حوالي 40٪، إضافة لكل البنية التحتية التي تم بناؤها على طول الساحل والموانئ ومحطات الطاقة النووية، وهناك مشكلة أخرى تتمثل في اقتراب المياه المالحة التي تعمل على تلويث المياه الجوفية العذبة لتصبح أكثر ملوحة ما يعني صعوبة أو استحالة استخدامها سواء للشرب أو للزراعة.

نعم. بناء المزيد من السدود للحفاظ على المياه العذبة، هو الحل الذي طرحه باحثون في المعهد الوطني للعلوم البحرية والتكنولوجيا (INSTM)، مشيرين إلى أن تآكل السواحل يزداد سوءا بسبب التدخل البشري، الفكرة تكمن في أن الناس والمباني يزدحمون على نحو متزايد بالسواحل، ليحلوا محل الحماية الطبيعية ضد التعرية مثل الكثبان الرملية والأراضي الرطبة.