"كورونا من صنع البشر" نظرية مؤامرة أم واقع مرير؟

في 14 أكتوبر ٢٠٢٢ ، أصدر فريق من العلماء في جامعة بوسطن دراسة تفيد بأنهم قد ابتكروا نسخة من SARS-CoV-2 تجمع بين صفتين مختلفتين من السلالات الحالية التي عززت ضراوتها و قابليتها للانتقال. أثار العلماء والجمهور تساؤلات حول العمل، مما أعاد تركيز الانتباه على مثل هذه التجارب.

عاد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر وراي، الثلاثاء، ليؤكد نظرية التسرب، قائلا إن الوكالة قدّرت تسربًا من مختبر في ووهان بالصين قد تسبب على الأرجح في جائحة COVID-19.

وتأتي تعليقات وراي في أعقاب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد بأن وزارة الطاقة الأمريكية تعتقد أن الوباء نتج عن تسرب معمل غير مقصود في الصين.

كبير المستشارين الطبيين السابق لرئيس الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي يعتبر من أكبر معارضي نظرية تسرب كورونا من المختبر في وقت مبكر من الوباء، وكرر باستمرار اعتقاده بأن الفيروس على الأرجح حدث بشكل طبيعي.

في بداية الوباء ، وصف فاوتشي نظرية التسرب في المختبر بأنها "شيء لامع سيختفي" في رسالة بريد إلكتروني داخلية بتاريخ أبريل 2020.

وفي تقرير أولي لفاوتشي في عام ٢٠٢١، أصبحت فرضية أن الفيروس لم يتسرب من المعمل ثابتة علميا، آنذاك.

لا يوجد للفيروسات أي تطبيق عملي لاستخدامها كأسلحة بيولوجية في العالم الحديث، إذ يصعب إنتاجها بكميات كبيرة، كما أنها تستغرق أيامًا لتصبح فعالة، ولأنها قادرة على الانتقال من إنسان إلى آخر، فمن المحتمل أن تنتشر إلى صفوف مستخدم الفيروس كسلاح.

خلال الحرب العالمية الأولى ، كان الجيش الألماني أول من استخدم الأسلحة البيولوجية والكيميائية للدمار الجماعي ، على الرغم من أن هجماتهم البيولوجية كانت محدودة إلى حد ما. شملت المحاولات تلويث تغذية الحيوانات باستعمال الجمرة الخبيثة.

أثار موقع التفشي الأول للفيروس بعض الشكوك، وذلك لقربه من معهد ووهان لعلم الفيروسات، لكن العلماء توافقوا على نظرية الانتشار الطبيعي من الخفافيش إلى البشر، من خلال حيوان وسيط، وذلك في سوق هوانان للمأكولات البحرية والحيوانات البرية الذي يقع على بعد بضعة كيلومترات من المعهد، على الرغم من ذلك، لم يتم العثور على سلف مباشر لـ SARS-CoV-2 في الخفافيش ولا في أي حيوان آخر كان معروضًا للبيع في السوق.