لم تدرس الشابة السعودية ريانة برناوي فيزياء الفضاء، بل أنها أخصائية أبحاث مختبرات، حصلت على الماجستير في العلوم الطبية الحيوية، ولديها خبرة تصل ٩ سنوات في برامج إعادة هندسة الخلايا الجذعية.

وفيما يصفها موقع الهيئة السعودية للفضاء كأول رائدة فضاء سعودية، فأن تخصص برناوي يمنحها ميزة إنجاز الأهداف البحثية للمهمة، فوفقًا لصحيفة عكاظ المحلية، سوف يقول الفريق بدراسات وتجارب عدة بينها: دراسة تغيرات المؤشرات الحيوية في الدم خلال مهمات الفضاء قصيرة المدى، وتجارب قياس الحدقة لتحديد الضغط داخل الجمجمة خلال مهام الفضاء قصيرة المدى، إضافة لتجربة استخدام نموذج خلايا مناعية، لمحاكاة استجابة الالتهابات للعلاج الدوائي في ظروف الجاذبية الصغرى في الفضاء.

أما الطيار علي القرني، فقد حصل درجة البكالوريوس في علوم الطيران، ولديه خبره تصل إلى ١٢ عامًا في مجاله، تترجمها الهيئة السعودية للفضاء كـ٢٣٨٧ ساعة طيران وكان القرني قد صرح في سياق الحديث عن رحلته المرتقبة قائلًا: "كان لدي شغف دائم لاستكشاف المجهول وتأمل السماء والنجوم..هذه فرصة رائعة بالنسبة لي لمتابعة هذا الشغف وللتحليق بين النجوم هذه المرة".

وتعتبر شركة أكسيوم سبايس المسؤولة عن رحلة رواد الفضاء الأربعة، أن الجهود المبذولة في المهمة سوف تعتبر بمثابة وضع أساسات لتشكيل القدرات الأساسية اللازمة لبناء وتشغيل محطة أكسيوم الفضائية والتي تصفها الشركة كأول محطة فضاء تجارية في العالم.

وتُضيف الشركة على موقعها الإلكتروني: " سيجري الطاقم متعدد الجنسيات بحثًا مكثفًا" وتُضيف:" سوف يتفاعلون مع الجماهير في جميع أنحاء العالم كأبطال للعلوم والتكنولوجيا، والهندسة، والفنون، والرياضيات.

في العام ١٩٦١، كانت صافرة البدء في سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قد انطلقت، إذ تمكن السوفيت من إرسال يوري غاغرين إلى الفضاء، ليصبح بذلك أول رجل يغادر سطح الأرض ويختبر الحياة في الأعلى ولو لبضعة ساعات.

انضمت المنطقة العربية للركب في فترة لاحقة، عبر إرسال أبنائها في البعثات والمهام الفضائية، في المقدمة من هؤلاء كان الأمير السعودي، سلطان بن سلمان الذي انطلق في رحلة فضائية في العام ١٩٨٥.

في الـ ٢٨ من عمره، صعد سلطان بن سلمان الطيار في سلاح الجو الملكي السعودي على متن المكوك STS-51-G كأخصائي حمولة كان ذلك في الـ ١٧ من يونيو للعام ١٩٨٥، ليحصد بذلك عدد من الألقاب، كأول رائد فضاء عربي – مسلم وأول رائد فضاء من أسرة ملكية، فضلًا عن أصغر شخص ينطلق في رحلة مكوك فضائي وذلك وفقًا لموقع العائلة الملكية السعودية.

اتسعت القائمة العربية لاحقًا لتشمل السوري محمد فارس، الذي انطلق للفضاء في الـ٢٢ من يوليو للعام ١٩٨٧ على متن المركبة Soyuz TM-3 ليصبح جزء من أول فريق يزور محطة مير الفضائية المدارية، ووفقًا للموسوعة البريطانية، أمضى فارس ٨ أيام في الفضاء.

أما الإماراتي هزاع المنصوري فانطلق للفضاء في الـ٢٥ من سبتمبر في العام ٢٠١٩ في عملية أطلق عليها آنذاك "طموح زايد" ووفقًا لموقع الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، أصبح المنصوري بذلك أول إماراتي وأول عربي ينطلق في زيارة لمحطة الفضاء الدولية.

وفي الفضاء أجرى المنصوري ٣١ تجربة علمية بينها١٦ تجربة اعتمدت على جهود مشتركة مع وكالات فضاء دولية كوكالة ناسا الأميركية.

أنضم القائمة العربية أيضًا رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي الأصبح في إبريل الماضي أول عربي يسير في الفضاء.

اضطلع النيادي وزميله رائد الفضاء ستيفن بوين بمهمة خارج محطة الفضاء الدولية عملا خلالها على التحضير لتركيب الألواح الشمسية، وهي المهمة التي كُللت بالنجاح بعد عمل دام مدة ٧ ساعات ودقيقة واحدة وفقًا للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.

بفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح السفر للفضاء والاستمتاع ببضعة لحظات من انعدام الجاذبية أمر ممكنًا لرجال الأعمال ونجوم السينما وعالم الفن أيضًا، ولا يقتصر على رجال العلم والباحثين ورواد الفضاء.

وفي خضم الأحاديث عن سياحة الفضاء، انطلق رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون على متن إحدى رحلات شركته Virgin Galactic إلى حافة الفضاء في أوائل يوليو من العام ٢٠٢١.

واستمرت رحلة برانسون ورفاقه مدة ساعة ونص فقط ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، كان برانسون قد صرح في هذا السياق: "أردت الذهاب إلى الفضاء منذ أن كنت طفلًا، والآن آمل في تمكين مئات الآلاف من الأشخاص الآخرين خلال المائة عام القادمة من الذهاب إلى الفضاء".

أما رجل الأعمال الأميركي جيف بيزوس، فانطلق إلى الفضاء أيضًا في رحلة مشابهة، وبعد بضعة أيام فقط من برانسون، في العام ٢٠٢١، وذلك على متن رحلة شركته Blue Origin وبرفقة أخيه وأثنين آخرين.

وتمكنت كبسولة بيزوس إلى الوصول لارتفاع ١٠٦ كيلو متر أعلى سطح الأرض، متفوقة بذلك على رحلة Virgin Galactic بمسافة قدرها ١٦ كيلومتر وفقًا لوكالة أسوشيتد بريس.

بحلول أكتوبر من العام ذاته جاء دور الممثل، وليام شاتنر، البالغ من العمر ٩٠ عامًا ليصبح زائرًا للفضاء هو الآخر، وذلك على متن إحدى رحلات Blue Origin ليصبح نجم سلسلة ستار تريك بذلك أكبر شخص سنًا يزور الفضاء على الإطلاق، وقد وصف الممثل تجربته بحسب صحيفة الغارديان بأنها: "أكبر منه وأكبر من الحياة".