لندن تتساقط .. وكلمة السر في الطقس

١ من كل ٦ منازل في انكلترا بُني قبل العام ١٩٠٠، أي أنه شهد كلا من الحربين العالميتين، وما يزال صامدا، إلا أنه بحسب تقرير حديث لموقع Bloomberg تتعرض تلك المبان اليوم لأخطار التصدع إضافة للميل والهبوط للأسفل فيما يُعرف بالانخساف، نتيجة للظواهر المناخية شديدة التطرف، كفترات الجفاف الطويلة بعد شتاء ممطر.

من أبرز النماذج على التطرف المناخي موجة الجفاف التي ضربت المملكة المتحدة في العام الماضي ووصول درجات الحرارة لمعدلات قياسية في يوليو من العام ذاته تخطت حاجز ٤٠ درجة مئوية فيما وصف بموجة حارة مميتة، فيما يتوقع أيضا أن يجلب صيف العام ٢٠٢٣ أخبارا غير محمودة للبنايات اللندنية ومنطقة جنوب شرق انكلترا بشكل عام.

وفيما ترتبط ظاهرة الانخساف عادة بمحاولات استخراج المياه الجوفية، باتت معدلات الهبوط الأرضي أو الانخساف الناتجة عن تغير المناخ في تزايد.

للإجابة على ذلك التساؤل يجب الإشارة لمتهم آخر يساهم في تهديد المنازل اللندنية، وهو تربة المنطقة والتي تعرف أيضا باسم "الطمي اللندني".

الطمي اللندني، لسوء الحظ، يتمتع بخصائص مميزة، كقدرته على التمدد والانكماش بشدة متأثرا بالعوامل الطبيعية، إذ يتمدد بشدة مع تعرضه للماء ثم يعود لينكمش أيضا بمجرد جفافه، ويعتبر الطمي اللندني كذلك من أكثر أنماط التربة تأثرا بظاهرة الانكماش ومن ثم فاحتمالات تعرضه لمخاطر الانخساف.

ترتبط ظاهرة الانخساف أو الهبوط الأرضي بحركة المواد في التربة، لذا عادة ما تنتج وقائعها بعمليات التعدين أي استخراج المعادن والنفط أو الغاز الطبيعي من أعماق الأرض وإلى السطح، وكذلك عمليات استخراج المياه من الآبار.

بحسب موقع خدمة المحيط الوطنية التابع للحكومة الأميركية، يمكن لظواهر طبيعية أو جيولوجية أخرى أن تتسبب في الهبوط الأرضي، كالزلازل وقد يمتد أثر الهبوط لمساحات شاسعة أو فقد تتأثر به بضعة أمتار.

تصدع المنازل وهبوطها يضيف أعباء اقتصادية على كاهل أصحابها، إذ تنخفض القيمة السوقية لتلك المنازل بسبب ما تتعرض له من أضرار كما أن بعضها يصبح غير آمن للسكن، فيتجه أصحابها إلى شركات التأمين التي تشهد موجة من دفع التعويضات لأصحاب المنازل المتضررة، ومن المتوقع أن تصل حجم التعويضات التأمينية عن حالات الانخساف في المبلغ عنها في العام الماضي فقط حوالي ٢٨١ مليون دولار أميركي وهو المعدل الأعلى منذ العام ٢٠٠٦.

أما عن المطالبات التأمينية في المملكة المتحدة بشكل عام فأنها تشهد تصاعدا أيضا في العام ٢٠٢٣، بالتحديد الشهور الـ٥ الأولى، إذ زادت المطالبات المبلغ عنها بنسبة ٤٠ ٪ عن الفترة ذاتها في العام الماضي.