علوم

"نظريات المؤامرة" تشعل حرائق هاواي

نشر

.

blinx

تستغل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنكر تغير المناخ، حرائق الغابات المميتة في هاواي لدفع نظريات مؤامرة تتحدث عن استخدام أشعة ليزر عالية الطاقة لإشعال النيران.

حازت منشورات تتحدث عن هذه التقنيات أو تدعي أن الحرائق تم اشعالها عمدا بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، الى ملايين المشاركات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل اكس، تويتر سابقا، بحسب وكالة فرانس برس.

فمثلا كتب الإذاعي اليميني ستو بيترز عبر إكس "فقط سلاح طاقة موجهة يمكنه التسبب بهذا النوع من الدمار".

رواية بيترز ليس منفردة، إذ أنها تلقى رواجا كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

تلقي هذه السردية الضوء على ما يعتبر خبراء المعلومات المضللة أنه توجه ينكر فيه منظرو المؤامرة علم تغير المناخ استجابة لأحداث الطقس المتطرفة.

"المؤامرة" تتزامن مع أحداث المناخ

وقالت أرونيما كريشنا وهي باحثة في جامعة بوسطن تدرس التضليل المناخي"في أي وقت يحصل فيه حدث متعلق بالمناخ مع دعوات إلى تسريع العمل المناخي، تكون هناك محاولة مقابلة لتشويه سمعة علوم المناخ وفصل الحدث عن تغير المناخ وإلقاء اللوم فيه على أمر آخر". 

ضاقت منصات التواصل الاجتماعي ومن بينها اكس بمنشورات تدعي كذبا أنها تعرض صورا ومقاطع فيديو يظهر فيها استهداف هاواي بأنظمة مماثلة، تستخدم طاقة كهرومغناطيسية مركزة ويتم تطويرها في الولايات المتحدة للدفاع الصاروخي والمسيرات.

ولكن الصور التي تنتشر عبر الانترنت غير مرتبطة بالحرائق التي أدت إلى مصرع ما لا يقل عن 111 شخصا وأدت الى تدمير مدينة لاهاينا الساحلية في جزيرة ماوي.

حقيقة الليزر الحارق

وكشفت خدمة تقصي الحقائق في وكالة فرانس برس، مساء اليوم، عن منشورات مزيفة تحرف لقطات لإطلاق صاروخ سبيس إكس في كاليفورنيا، وشعلة في مصفاة نفط في أوهايو، وتوهج خطوط كهرباء في لويزيانا، وانفجار قمر صناعي ومحول صيني في تشيلي، من بين صور أخرى قديمة متداولة بلغات متعددة.

وتلاعب بعض المستخدمين في صورة، وأضافوا شعاعا من الضوء في السماء، بينما ادعى آخرون أن ظواهر طبيعية، مثل عدم إحتراق بعض الأشجار، تدل على وجود أشعة ليزر.

وبالنسبة لمايك روتشيلد الخبير في نظرية المؤامرة فإن "هذه النظرية قابلة للتكيف بشكل خاص مع وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تتناسب مع الصور الملتقطة للحرائق التي تُظهر أشعة ضوئية يُفترض أنها آتية من الفضاء".

ورأى أن هذا "يستند إلى عدم فهم المؤمنين بنظرية المؤامرة لطبيعة نشاط الحرائق والرياح".

الحريق يتطلب مركبة فضائية

قال إيان بويد وهو خبير في أسلحة الطاقة الموجهة في جامعة كولورادو لفرانس برس إن نظرية المؤامرة تتحدى الواقع جزئيا لأن الليزر الذي يتمتع بقوة كافية لإشعال حرائق هاواي يتطلب هواء "هائلا" أو مركبة فضائية لا يمكن عدم ملاحظتها.

لا تزال السلطات تحقق في سبب اندلاع الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة. ووضع جزء كبير من أرخبيل هاواي في حالة إنذار قصوى (اللون الأحمر) من خطر اندلاع حرائق مع مرور اعصار جلب رياحًا قوية إلى منطقة تحوي نباتات جافة.

وتحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن سقوط خطوط الكهرباء كمصدر محتمل للحريق.

واعتبر مايك غولنر الذي يبحث في ديناميات الحرائق في جامعة كاليفورنيا- بيركلي أنه "مع رياح بهذه الشدة وكمية كبيرة من العشب الجاف، ليس هناك أي حاجة لاشتعال مصدره الفضاء"، متابعا "من الواضح أن هذه ادعاءات مجنونة حقا".

المؤامرة تتطور مع الزمن

من جانبها، أشارت جيني كينغ رئيسة أبحاث وسياسات المناخ في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن إلى أن المعلومات المضللة عن حرائق الغابات تطورت مدى الأعوام.

ففي عام 2018، أشارت عضو الكونغرس مارجوري تايلور غرين عبر منشور على فيسبوك إلى احتمال تسبب شعاع اطلق من الفضاء في اندلاع حرائق في كاليفورنيا ذلك العام.

A pedestrian walks along Honoapiilani Highway as properties destroyed by the West Maui Fire are seen in Lahaina on the island of Maui, Hawaii Thursday, Aug. 17, 2023. (Stephen Lam/San Francisco Chronicle via AP)

ولاحظت كينغ أن غالبية المعلومات المضللة حول حرائق الغابات العالمية في عام 2019 سعت إلى إلقاء اللوم على أشخاص بدلا من التغير المناخي. وخلال عدة سنوات، أصبحت مجموعات محددة مثل "بلاك لايفز ماتر" كبش فداء شائع في هذه الأحداث.

الحرائق من أجل مدن صديقة للبيئة

وبحسب كينغ فإن المزاعم الحديثة العهد حول استخدام الحكومة لأشعة ليزر بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، تركز على الفكرة المركزية نفسها التي تدعي أن الاحتباس الحراري ليس مهما. وتقوم أيضا باستدعاء نظرة عالمية لدى داعمي نظريات مؤامرة أخرى بينها "كيو آنون".

وأضافت "تتقاطع هذه النظرية مع وجود عالم تآمري محوره عصابة عالمية أو نظام عالمي جديد أو مجموعة غامضة من النخب تحاول تطبيق اجندتها".

وقال روتشيلد "من السهل التعامل مع هذه الصور كدليل على ما يفعلونه بنا لتعزيز أجندتهم الخاصة بتغير المناخ أو السيطرة المجتمعية"، لافتا إلى أن "من يسعون للحصول على إجابات يفضلون تصديق نظرية أسلحة الفضاء، بدلا من أزمة المناخ".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة